في الجزء الأخير من الحوار المصور الذي أجراه معه موقع يابلادي، قال المحجوب السالك إنه لما ذهب إلى تندوف في السبعينيات صدم لأنه وجدها "قرية خالية على عروشها رهيبة تخيف، آنذاك ذهبت وتركت مدنا بسيطة في الصحراء، ولما عدت لم أعرف لا الداخلة ولا العيون، ولا بوجدور ولا السمارة، كل شيء تغير، ولكن هذا التطور أمر طبيعي".
لكن ما أثار انتباهه بعد عودته إلى الصحراء هو أن المغرب لم يسمح "للصحراويين بتسيير أمورهم بأنفسهم، معظم السلطات المدنية والعسكرية...، يسيرها مغاربة من الشمال، كما أنه لا توجد لحد الآن جامعة واحدة في الصحراء، علما أن الجامعة هي التي تعبر عن النهضة والتطور والثقافة".
لكنه اعترف بدور المغرب في تعليم وتكوين الشباب في الصحراء وقال "اجتمعت مع العشرات من خرجي الجامعات الصحراويين وقلت لهم، الإنسان عندما يحاول استعمارك يتركك جاهلا، لأنه لا يمكن أن تستعمر المثقف".
وعاد للتأكيد على ضرورة "مراجعة المغرب لنظرته إلى النزاع بشجاعة وجدية، ليتولى الصحراويون فعلا الدفاع عن قضيتهم".
وأكد أنه "عندما يتحدث المغرب عن الوحدة الترابية أنا شخصيا أنزعج، لأنك تقول إنك تبحث عن الوحدة الترابية ولا تهتم بالمواطن، أي أنك تريد الرمال والفوسفاط والخيرات، هي ليست وحدة ترابية هي وحدة وطنية، هي وحدة أخلاقية هي وحدة شعبية".
وبحسبه فإنه "لابد للمغرب أن يبحث عن حل يجذب الصحراويين نحوه، يجب أن نكون واعيين كصحراويين وكجزائريين وكمغاربة، أنه مهما اختلفنا مكتوب علينا أن نعيش معا أو نهلك معا أحببنا أم كرهنا، هذا هو مصرينا في النهاية، ويجب أن نعي هذه الحقيقة".
وعن نظرته لمستقبل النزاع الذي عمر طويلا في ضوء المستجدات الأخيرة قال إن "عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي كانت "ضربة معلم"، لأن المجال كان متروكا للجزائر والبوليساريو، الآن أصبحت الأمور متغيرة، ولم تعد القرارات التي كانت تخرج عن الاتحاد الإفريقي بنفس الدرجة التي كانت تخرج بها قبلا، على الأقل الكثير من المصطلحات تغيرت ولم تعد كلمة الاحتلال والمناطق المحتلة والاستعمار تستعمل".
وبخصوص الأحكام التي أصدرتها محكمة العدل الأوروبية مؤخرا قال إن جبهة البوليساريو "ركبت على هاته الأحكام واستغلتها، وذلك نتيجة لخطأ المغرب الذي لم يترك الصحراويين يديرون الملف".
وواصل حديثه قائلا "على المغرب بدلا من إقناع العالم بأن الصحراء مغربية، أن يقنع 45 ألف صحراوي الذين يعيشون في الصحراء والمسجلين في لائحة تحديد الهوية التي تحتوي على 80 ألف صحراوي، الأغلبية تعيش في الصحراء".
وبخصوص مستقبل تيار خط الشهيد الذي يتزعمه قال إن "التيار كفكرة سيبقى موجودا دائما، وكحركة صحراوية من البوليساريو مبنية على حقيقة الحوار وتحقيق الديمقراطية والتداول عل السلطة هذه أمور اقتنع بها الصحراويون وستبقى موجودة إلى ما لانهاية".
وأضاف أن "الحركة لكي تعيش لابد لها من أموال، ونحن لحد الآن لم نجد دعما من أي كان، نحن نعمل بالاعتماد على وسائلنا الذاتية الضعيفة، ولكن رغم ذلك على الأقل لدينا فكر الناس تسمعه...".
وختم حديثه قائلا "مستقبلنا رهين بوجود الدعم من الدول الحليفة والصديقة، وقد اتصلنا بالعديد من المنظمات والدول الأوروبية، في حال تلقينا الدعم سيبقى خط الشهيد حركة قوية تزعج قيادة البوليساريو، إذا لم نتلق الدعم سنبقى كفكرة لأن الفكرة لا تموت".