لا يزال الغموض سيد الموقف في قضية هروب قيادي عسكري رفيع المستوى يعمل في ما تسميه الجبهة الانفصالية بالناحية العسكرية الثانية المتواجدة بتفاريتي، فأثناء التحضير لاحتفالات الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لبداية الجبهة أعمالها المسلحة، لاحظت أجهزة المخابرات الجزائرية اختفاء محمد حسنة عبد الوهاب.
في البداية راجت أخبار داخل المخيمات تتحدث عن فراره إلى المغرب، للالتحاق بأسرته التي عادت إلى المملكة في إطار برنامج تبادل الزيارات الذي تشرف عليه الأمم المتحدة.
نفس الأخبار تحدثت عن أنه توجه على متن مركبة محملة بسلاح الخدمة، إلى المملكة عبر بئر كندوز، وهي الأنباء التي تناقلتها العديد من وسائل الإعلام المغربية.
ويوم أمس الأحد بدأت بعد المستجدات تظهر، إذ تناولت بعض المواقع الإخبارية الموريتانية الخبر، مؤكدة أن القيادي الانفصالي يوجد فوق التراب الموريتاني.
وقال موقع "أنباء أنفو" الموريتاني إن الأسئلة لا زالت تثار حول الأسباب التي "دفعته لترك موقعه المهم في هذه الفترة الحساسة أو الطريقة التي استطاع بها الهروب والوصول إلى عمق الأراضي الموريتانية دون ان يكتشف أمره".
نفس المصدر أكد أن محمد حسنة عبد الوهاب، لم يتوجه إلى المغرب، وإنما يختفى حاليا في موريتانيا "خشية ان تكتشف السلطات الموريتانية مكانه وتعيده إلى جبهة البوليساريو التي اتهمته بسرقة أموال كانت مؤمنة لديه وخيانة المنطلقات الأيديولوجية التي قامت عليها الجبهة".
ويعتبر حسنة عبد الوهاب من المطلعين على الكثير من الأمور داخل جبهة البوليساريو، كما أنه من بين المطلعين على خبايا تحويل المساعدات الإنسانية الدولية الموجهة إلى ساكنة مخيمات تندوف.
ولم يكن من قبيل الصدفة أن يعلن سيدي أوكال، قائد الناحية العسكرية الثانية بميليشيات البوليساريو، التي كان يشتغل بها القيادي الفار، في حوار مع موقع "الأخبار" الموريتاني أن الجبهة تشن حاليا حملة عسكرية على طول الشريط الفاصل بين الجدار الرملي المغربي والحدود الموريتانية من أجل حماية الصحراويين من تدفق المخدرات والجماعات الإرهابية.