تحدثت العديد من وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة عن وجود خلافات صامتة في العلاقات بين المغرب والمملكة العربية السعودية، وهي الخلافات التي خرجت إلى العلن مع تلميح تركي آل الشيخ المسؤول الأول عن قطاع الرياضة في السعودية إلى إمكانية عدم تصويت بلاده لصالح الملف المغربي الذي يتنافس مع ملف ثلاثي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لاحتضان نهائيات كأس العالم 2026.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال المفكر اليساري والأستاذ بجامعة القاضي عياض عبد الصمد بلكبير، إنه من أجل تفسير الوضع في دول الخليج العربي والمغرب العربي "يجب أن ننظر إلى الوضع داخل الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وإلى علاقة الولايات المتحدة مع أوروبا من جهة ثانية".
وبحسب بلكبير فإن "الولايات المتحدة فيها تناقضين كبرين بين جناحين" وتابع قائلا "ما وقع داخل السعودية من انقلابات على الأسرة الحاكمة، يمكن تفسيرها بانتصار جناح داخل الولايات المتحدة، على حساب جناح آخر داخل السعودية، الجناحين داخل الولايات المتحدة يتصارعان، ولكن ليس داخليا، بل خارجيا، والذي سينتصر في استتباع دولة لحسابه سيرجح كفته داخل الولايات المتحدة، ولذلك فصراع السعودية والإمارات وقطر يدخل ضمن هذا الاتجاه، فقطر مدعومة من جناح والسعودية من جناح آخر".
وزاد قائلا "الجناح الذي انتصر في السعودية يضم إسرائيل طبعا، هذا التحول في السعودية لن ينعكس على قطر وحسب بل حتى على المغرب، والدليل على ذلك هو خطاب الرياض لمحمد السادس، الذي كان فيه واضحا، وأعلن أنه ضد الجناح الذي انتصر في السعودية، وذلك حين تكلم آنذاك عن الغدر وماشابه ذلك".
آنذاك وقت إلقاء الخطاب كان النقاش بحسب بلكبير "يشتعل داخل الخليج العربي، حول الاتجاه الذي سيسلكونه وأي جناح سيختارون".
وأضاف البرلماني الاتحادي السابق أن "ما يقع كبير جدا وليس سهلا، وهي استراتيجية كاملة، يسميها الأمريكيون صفقة القرن، والتي ستغير الأمور كلها"، وبحسبه فإن الأمريكيون يتوجهون بخطاب واضح "هل أنت معي أم لا، أما من يلعب في التناقضات ويتجه إلى روسيا تارة وإلى الصين تارة أخرى، كما يفعل محمد السادس، فهذا لم يعد مقبولا".
وإلى جانب التناقض الداخلي بين جناحين داخل الولايات المتحدة الأمريكية، فإن هناك تناقض آخر بين أمريكا من جهة والاتحاد الأوروبي من جهة ثانية، والمغرب يضيف بلكبير "محسوب على أوروبا، ما وقع في تونس هو محاولة للانقلاب على الوجود الفرنسي، وبخصوص ليبيا فالأمور لم تحسم فيها بعد، أما الجزائر لم يصل دورها بعد، وينتظرون الحسم مع تونس وليبيا كي يمروا إلى الجزائر. لذلك فالمغرب مستهدف على جميع الاتجاهات، والتحركات الاحتجاجية الأخيرة فيها بعض الأصابع، وهذا لا يعني أنه ليس هناك تحرك شعبي وأنه ليس هناك ظلم وجور، ولكن هاته المشاكل تتدخل فيها أصابع أجنبية".
وأوضح بلكبير أن "ما يقع خطير، فإذا تخلت عنا السعودية، هي التي تدعمنا ماديا في الصحراء، فسنكون في وضعية سيئة جدا، أما إذا عبأت علينا الدول الإسلامية فإن تلك مصيبة أخرى".
واسترسل قائلا "ما يقع تحول ستراتيجي ضخم، وما يطلب من المغرب هو أن يقبل بأن يسير وفق الاستراتيجية الأمريكية، ويقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل، لكن في حال قبوله فإن ذلك سيسبب له مشاكل داخلية لا أول لها ولا آخر".
وختم حديثه قائلا "نحن ينتظرنا كما قال محمد اليازغي ومولاي اسماعيل العلوي زمن صعب".