كما كان مقررا، قدم المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء هورست كوهلر، يوم أمس الأربعاء إحاطة أمام أنظار أعضاء مجلس الأمن الدولي، واستغرقت الجلسة مايقرب من ساعة و20 دقيقة، وفي نهاية الاجتماع رفض الوسيط الألماني الإجابة عن أسئلة الصحافيين بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإسبانية إيفي.
من جهة أخرى قرأ رئيس مجلس الأمن خلال هذا الشهر، السفير الهولندي في الأمم المتحدة ، كاريل فان أوستروم بيانا عبر فيه عن "قلق" أعضاء المجلس إزاء الوضع القائم في الكركرات، مؤكدا على "ضرورة" تنفيذ القرار 2351 ، الذي تم تبنيه في أبريل 2017 من قبل مجلس الأمن.
وأضاف أن أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن انشغالهم إزاء الوضع في الكركرات، وأشاروا إلى "أهمية الحفاظ على الوضع الراهن، على النحو المذكور في تقرير الأمين العام، وكذا ضرورة التطبيق الكامل للقرار 2351".
وبذلك، يكون مجلس الأمن الدولي قد أدان التوغلات الأخيرة لميليشيا جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة، وللتذكير فقد سبق للجبهة الانفصالية أن أرسلت عناصرها في شهر يناير إلى منطقة الكركرات، من أجل عرقلة مرور رالي موناكو دكار، عبر منطقة الكركرات باتجاه موريتانيا، وهو ما شكل انتهاكا صريحا للقرار 2351 الذي اعتمده مجلس الأمن في 29 أبريل 2017 بالإجماع.
وسبق للأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس أن شدد في تقريره الذي وزع على أعضاء مجلس الأمن في أبريل 2017 ، على ضرورة الانسحاب الكامل والفوري للبوليساريو من المنطقة العازلة بالكركرات. وأكد في التقرير أنه "يظل يشعر بقلق عميق إزاء استمرار تواجد عناصر مسلحة من جبهة البوليساريو بهذه المنطقة، وإزاء التحديات التي يمثلها وجود هذه المنطقة العازلة".
وفي هذا الإطار، أقر غوتيريس بأن هذا الوضع "يهدد بانهيار وقف إطلاق النار"، وسيكون له "تأثير خطير" على الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها.
من جهة أخرى قال السفير الهولندي إن المجلس يعبر عن "دعمه الكامل" لجهود المبعوث الشخصي، و "يرحب باللقاءات الثنائية التي عقدها مؤخرا مع الأطراف والبلدان المجاورة لإعادة إطلاق مسلسل التفاوض في ظل دينامية جديدة وروح جديدة تفضي إلى استئناف العملية السياسية تحت رعاية الأمين العام".
وخلص الدبلوماسي الهولندي إلى أن أعضاء مجلس الأمن " أكدوا على أهمية الحفاظ على الانخراط البناء من أجل الدفع قدما بالعملية السياسية".
من جانبه ، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا دولاتر، في تصريح للصحفيين، إن المجلس عقد "مشاورات جيدة للغاية" حول ملف الصحراء. وبدوره ذكر السيد كولر أنه "عقد اجتماعا مشجعا للغاية مع أعضاء المجلس".
وفي غضون ثلاثة أسبيع سيقدم الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس تقريرا جديدا لمجلس الأمن الدولي عن الصحراء.