القائمة

interview_1

ناشط نقابي: حراك جرادة وصل إلى منعطف خطير [حوار]

لازالت الاحتجاجات متواصلة بمدينة جرادة منذ حادث مقتل عاملين داخل بئر لاستخراج الفحم في شهر دجنبر الماضي، ويوم أمس نظم نشطاء الحراك المحلي بالمدينة مسيرة عرفت مشاركة الآلاف للمطالبة بخلق بديل اقتصادي، ومحاسبة المسؤولين الذين تسببوا في تأزم الوضع الاقتصادي في المدينة، وكذا إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات.

وبينما فضل بعض المحتجين العودة إلى المدينة بمجرد الوصل إلى نهاية الممجال الحضري، فضل آخرون مواصلة الطريق وقطعو حوالي 50 كيلومترا مشيا على الأقدام حتى مدينة العيون الشرقية.

نشر
من مسيرة يوم أمس نحو مدينة العيون الشرقية / الصورة من موقع الفايسبوك
مدة القراءة: 3'

ولمزيد من التوضيحات اتصلنا في موقع يابلادي مع مصطفى السلواني العضو في الفرع المحلي لنقابة الاتحاد المغربي للشغل، وكان لنا معه الحوار التالي:

كيف هي الأجواء في مدينة جرادة الآن؟

اليوم هناك إضراب عام، المحال التجارية كلها مغلقة، هناك عسكرة ملحوظة، السيارات الرباعية الدفع تجوب الأزقة لترهيب الساكنة.

 العسكرة من قبل كانت بشكل ملموس وملحوظ، لكن ما أثار الانتباه خلال الأيام الأخيرة هو استعمال العناصر الأمنية للسيارات الخاصة في التجوال بالمدينة.

ماذا عن مسيرة يوم أمس؟

مسيرة يوم أمس كان من المنتظر أن تصل إلى حدود المجال الحضري للمدينة ثم العودة، لكن بعد أن وقعت بعض المزايدات، توجه بعض المحتجين نحو مدينة العيون. أغلبية المتظاهرين عادوا أدراجهم نحو المدينة، عدد الذين وصلوا إلى مدينة العيون يمكن أن نقدره بين 2000 إلى 3000 شخص.

كانت هناك بعض المزايدات الصبيانية، كان مخططا أن تصل المسيرة إلى نهاية المجال الحضري للمدينة، ثم إلقاء الكلمات والعودة.

لكن ما دور قادة الحراك إذن؟

قيادة الحراك حدث فيها تغيير كبير، وذلك بفعل الصراعات وحملة التخوين التي طالت الوجوه البارزة. ما يمكن تأكيده هو أنه في  الحراك تسود لغة التخوين. عندما دخلت لجنة الحور التي تم اختيارها بشكل ديمقراطي للتحاور مع السلطات، وبعد انتهاء الحوار وعرض نتائجه على الساكنة، بدأت أصوات التخوين تتعالي ما جعل أعضاء اللجنة يقررون التواري إلى الخلف.

من يقود الحراك الآن؟

هناك أناس عاديون من عامة أبناء الشعب، من بينهم من لا يتعدى مستواه الدراسي السنة الثانية باكالوريا.

ماذا عن الاعتقالات؟

هناك لحد الآن أربع معتقلين، هم أمين مقلش، مصطفى الدعنين وعزيز بودشيش، وطارق العامري، وأنا اطلعت على بلاغ وكيل الملك الذي يرجع الاعتقالات إلى حادثة سير، ولكن هل بسبب حادثة سير سيتم اعتقال هؤلاء الأشخاص بطريقة هيتشكوكية، ونقلهم إلى مدينة وجدة من أجل استنطاقهم؟ كان من الأجدر أن يتركوهم في مدينة جرادة لكي تكون الأمور منسجمة مع بلاغ وكيل الملك.

البلاغ جاء للتغطية على الاعتقلات فقط، وللإشارة فهؤلاء الأشخاص لا زالو معتقلين وسيتم عرضهم على المحاكمة نهار اليوم.

في نظركم إلى أين تتجه الأمور؟

بالنسبة لي الحراك لا يجب أن يتوقف الآن، ولكن عليه أن يقف من أجل لحظة تأمل مع ذاته ومع الجماهير، لتقييم المرحلة السابقة. الحراك وصل الآن إلى منعطف خطير، إذا لم يعرف هؤلاء الشباب كيف يسيرونه فإنه سيقع ما وقع في الحسيمة، وسنعود إلى الوراء، وستقع اعتقالات أخرى.

أنا أرى أنه يجب إما أن نقف وقفة تأمل، أو نلجم الاحتجاجات ومتابعة الوعود التي قدمتها الدولة، مع المحافظة على التواصل مع الجماهير.

الإيقاع الذي يسير به الحراك الآن غير مفهوم بالنسبة لنا كنقابيين، وكأن هناك أياد خفية أو قوة خفية ترغب في إيصال الحراك إلى  الباب المسدود، وفتح المجال للاعتقالات، وبالنسبة لنا نعتقد أنهم يريدون تكريس فكرة أن من خرج للنضال من أجل حقه، لن يحصل على المكاسب بل على الاعتقال، ونحن أردنا العكس.

هل هذا رأي النقابات في المدينة أم رأيكم الخاص؟

هذا الرأي هو رأي تحالف نقابي مشكل من الاتحاد المغربي للشغل، والكنفدرالية الديمقراطية للشغل، والفيديرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الوطنية للتعليم، والأحزاب المشكلة لفيدرالية اليسار الديمقراطي. هذا التصور موحد بيننا جميعا.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال