سيعقد الاتحاد الإفريقي في 21 مارس قمة استثنائية في العاصمة الرواندية كيغالي، وينتظر أن يغلب الطابع الاقتصادي على القمة، حيث ينتظر أن يصادق القادة الأفارقة على البروتوكول القاري بشأن انشاء منطقة للتجارة الحرة القارية.
علما أنه سبق للدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي أن دخلت في مفاوضات منذ سنة 2015، من أجل إنشاء منطقة تجارية إفريقية حرة، بغية تجاوز كل الحواجز الجمركية والسياسية التي تعرقل التكامل بين القارة الإفريقية.
وتحظى قمة كيغالي الاستثنائية، بأهمية كبيرة لدى جبهة البوليساريو، حيث ترى فيها فرصة لتحيقيق بعض النجاحات في القارة الإفريقية. فقبل أسابيع من موعد اعقادها بعث زعيم الجبهة الانفصالية براهيم غالي رسالة إلى رئيس الاتحاد الإفريقي بول كاجامي جاء فيها أن "أن حكم المحكمة الأوروبية يكمل الرأي القانوني الذي أصدره الاتحاد الإفريقي في أكتوبر 2015، و الذي يؤكد أن أي تنقيب أو استغلال للثروات الطبيعية في الصحراء الغربية من طرف المغرب هو فعل لا شرعي".
وحث ابراهيم غالي، كاجامي على دعوة الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي"من اجل تطبيق حكم المحكمة العليا الأوروبية، و ذلك لوضع حد لنهب الثروات الطبيعية للقارة الإفريقية" على حد وصفه.
كما بعث غالي برسالة أخرى في نفس الموضوع إلى الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، جاء فيها "فإنني أحثكم على دعوة الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء إلى التخلي عن مفاوضاتهم الجارية حول اتفاقيات التجارة والصيد البحري مع المملكة المغربية في حال ما إذا كانت تشمل الصحراء الغربية".
وتحاول جبهة البوليساريو من وراء هاتين الرسالتين تدويل مسألة الموارد الطبيعية للصحراء، وما يثير الانتباه هو تزامن موعد بعث هذه الرسائل، مع وجود رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي التشادي موسى فاكي في الجزائر.
وقال فاكي في تصريحات لوسائل إعلام جزائرية إنه سيبحث مع المسؤولين الجزائريين الملفات المدرجة في القمة الافريقية المقررة في 21 مارس الجاري في رواندا من بينها منطقة التبادل الحر.
وينتظر أن تشهد قمة كيغالي، صراعا آخر بين المغرب وحلفائه من جهة، وبين جبهة البوليساريو وداعمها داخل المنظمة القارية، غير أن المواجهة هذه المرة سيكون عنوانها الأبرز هو استغلال الموارد الطبيعية للصحراء.