لم يكن فيلم "كازابلانكا" الذي ترك بصمة واضحة في المشهد السينمائي بالولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة الأربعينات من القرن الماضي، بعدما لعب دورا مهما في معالجة أزمة اللاجئين، وإظهارقساوة الحرب وتعريف العالم بمدينة الدار البيضاء الساحلية وبالمملكة، (لم يكن) الفيلم الأمريكي الوحيد الذي أنتجته وارنر بردرز وأخرجه مايكل كورتيز وسلط الضوء على المغرب
فقبل الحرب العالمية الثانية، وبالظبط في بداية الثلاثينات، صدر فيلم "موروكو" في السادس من دجنبر من سنة 1930. وهو فيلم درامي رومانسي مقتبس من رواية للكاتب الألماني الفرنسي بينو فيني تحت عنوان "أمي جولي" والتي اعتمدها كاتب السيناريو الأمريكي جولز فوردمان.
يروي فيلم موروكو وهو من إنتاج باراماونت بكتورز وإخراج جوزيف فون سترنبرج قصة جندي فرنسي وقع في حب مغنية ملهى خلال حرب الريف أثناء رحلة قادته إلى المغرب، الذي كان محتلا وقتها من قبل فرنسا وخاضعا للسيطرة الإسبانية في جهة الشمال.
لعبت الممثلة والمغنية الألمانية مارلين ديتريش دور أمي جولي، وهي مغنية تشتغل في ملهى أوقعت الجندي توم براون (غاري كوبر) في حبها. وكانت ديتريش أيقونة هذا الفيلم الرائع الذي سلط الضوء على جزء من تاريخ المغرب.
حسب تحليل الموقع الإلكتروني "بري كود"، فقد تم إختيار المغرب لإظهار كيفية فقدان أبطال الرواية الأمل في الحب محاولين دفن أجزاء مؤلمة من ماضيهم ."لكن الأمور ليست بهذه البساطة في المغرب".
وجاء في تفسير نفس المصدر أن 'المغرب كان محمية فرنسية مليئة برجال عرب عدائيين و نساء عربيات جميلات. رائحة الاستعمار تغمر الفيلم، وتوضح تركيبة الجيش الفرنسي المليء باللصوص أن فرنسا لم تكن ترسل أفضل جنودها لمحاربة السكان".
وحسب نفس المصدر كان "موروكو" أول فيلم أمريكي لجوزيف فون ستيرنبرغ ، وإختار عنوانه بعناية ليصف كيف إختارت بطلة الفيلم أمي جولي "الوجهة الممكنة الوحيدة لمغنية ملهى سيئة الحظ وفاقدة للأمل في الحب ".
جاء في كتاب إينا راء هاركك " السنيما الأمريكية في الثلاثينات: مواضيع واختلافات" أن باراموت أطلقت حملة إعلانية ضخمة للترويج للفيلم.
وعلى الرغم من كل هذا أصبح فيلم "موروكو" أحد أيقونات هوليود والتي تعد مراجع مهمة ثقافيا وتاريخيا وفنيا.
عموما، نجح الفيلم في جذب الجمهور الأمريكي بشكل مذهش وغير متوقع ورشح لأربع جوائز أوسكار عن فئة أحسن ممثلة في الدور الرئيسي وأحسن إخراج فني وأحسن تصوير سينيمائي وأحسن مخرج. وقد اختير الفيلم من قبل مكتبة الكونغرس سنة 1992 ضمن الأفلام التراثية .
تم تصوير الفيلم بعيدا جدا عن المغرب وبالضبط في ستوديوهات باراماونت بيكتورز في كاليفورنيا تماما مثل الفيلم الشهير كزابلانكا. وعلى خلافهما قرر الممثل والكاتب و المخرج الأمريكي جورج أورسن ويلز تصوير فيلمه "أوثيلو" في المغرب، واستغرقت مدة تصويره ثلاث سنوات.