تجاهل الرئيس الجنوب إفريقي الجديد سيريل رامافوسا، في أول خطاب له بعد تسلمه منصب رئاسة البلاد خلفا لجاكوب زوما، الحديث عن جبهة البوليساريو ، وجاء خطابه مغايرا لذلك الذي ألقاه يوم 13 يناير الماضي، بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الـ106 لتأسيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي.
وتجنب رامافوسا آنذاك إغضاب الجناح اليساري في الحزب، في ما يخص المواقف من بعض القضايا الدولية، ومن بينها قضية الصحراء، وأعلن أن "المؤتمر الوطني الإفريقي يؤكد من جديد تأييده لحق شعب الصحراء الغربية غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال"، وأضاف أن "الحزب يدين انسحاب المغرب من عملية اللام برعاية الأمم المتحدة، ويدعو المنتظم الدولي لدفع طرفي النزاع للعودة لطاولة المفاوضات".
وفي مقابل تجاهل جبهة البوليساريو، ركز الرئيس الجنوب إفريقي الجديد الذي انتخبه البرلمان يوم الخميس الماضي على الوضع الداخلي، ووعد في الخطاب الذي ألقاه أمام أعضاء البرلمان، بالعمل على إصلاح الاقتصاد خلال العام الجاري، الذي يستكمل فيه ولاية زوما، قبل إجراء انتخابات رئاسية العام المقبل.
وأعلن في خطابه أيضا عن أن توفير وظائف للشباب سيكون ضمن الأولويات الأولى لخطته هذا العام، مضيفاً أن البطالة هي التحدي الأكثر خطورة الذي يواجه البلاد، ووعد بالعمل على جلب استثمارات جديدة للبلاد.
ويحاول رامافوسا من خلال هذه الوعود استمالة الناخبين السود الذين ساندو خلال الانتخابات البلدية التي جرت سنة 2016، التحالف الديموقراطي، حزب المعارضة الرئيسي، الذي سبق لزعيمه موسى مايمان، أن دعا إلى "حل البرلمان" و "الدعوة لانتخابات مبكرة" لضمان الظروف الملائمة لـ"تجديد حقيقي" في جنوب إفريقيا.
يذكر أنه بعد يوم واحد من انتخاب رامافوسا رئيسا لجنوب إفريقيا، بعث الملك محمد السادس، له ببرقية تهنئة، أعرب له فيها عن حرصه "الوطيد على العمل سويا معكم ، من أجل تعزيز ما شهدته العلاقات بين بلدينا من انفتاح في الآونة الأخيرة ، وفتح صفحة جديدة من التعاون المثمر ، قوامها الحوار البناء والاحترام المتبادل ، حتى نرتقي بهذه العلاقات إلى مستوى الأواصر التاريخية التي تجمع بين شعبينا ، لما فيه صالحهما، وبما يسهم في تدعيم وحدة وتقدم قارتنا الإفريقية" .
وللتذكير فبعد قطيعة دامت لسنوات كثيرة بين البلدين، أجرى الملك محمد السادس مباحثات مع الرئيس السابق لجنوب إفريقيا جاكوب زوما على هامش قمة الاتحاد الإفريقي-الاتحاد الأوروبي بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان.
وبعد هذا الاجتماع بأسابيع قليلة زارت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا المغرب من أجل المشاركة في المؤتمر الوزاري حول "الأجندة الإفريقية للهجرة".