استجاب آلاف المغاربة للدعوة التي أطلقتها مجموعة العمل الوطنية لدعم فلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، لتنظيم مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بعد القرار الأخير للإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وردد المشاركون في المسيرة الذي رفعوا الأعلام الفلسطينية، شعرات تستنكر قرار الرئيس الأمريكي، مؤكدين على مواصلة دعمهم اللامشروط للشعب الفلسطيني. كما صدحت حناجرهم بشعارات رافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ومنتقدة الموقف الرسمي العربي.
وقال خالد السفياني، عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية لدعم فلسطين، في تصريح لموقع يابلادي إنه "يصعب الحديث عن رقم محدد لأعداد المشاركين في المسيرة لكن يمكن القول إنهم بمئات الآلاف".
وأكد أن "المسيرة كانت ناجحة جدا وكان هناك حضور لمختلف مكونات الشعب المغربي، يسار ويمين وإسلاميين وعلمانيين". وأوضح أن "المسيرة بعثت بالعديد من الرسائل وعكست إجماع الشعب المغربي بكل مكوناته حول قضية القدس وقضية فلسطين".
وتابع أنه "بقدر ما أنا حزين بقرار ترامب بقدر ما أنا سعيد بهذا القرار، لأنه أعاد إلى القضية الفلسطينية وهجها وأعادها إلى الصدارة، وهذا شيء مهم جدا، لأن العرب والمسلمين أصبحوا في الآونة الأخيرة منشغلين بصراعاتهم الداخلية، وأصبحت قضية فلسطين والقدس بعيدة عن اهتماماتهم".
وكشف السفياني أنه تلقى "اتصالات من غزة ومن رام الله ومن الدول العربية تهنئ الشعب المغربي على هذه المسيرة". وأضاف أن "المسيرة أكدت للمنتفضين في فلسطين أنهم ليسوا وحدهم".
لذلك –يتابع السفياني- نقول "للفصائل الفلسطينية وللسلطة الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس بأن وقت المراهنة على المفاوضات انتهى وأن على السلطة الفلسطينية أن تنهي أي تعاون أمني مع الاحتلال الاسرائيلي، وأن تسحب اعترافها به وأن تعلن عن دعم الانتفاضة والمقاومة".
وختم تصريحه للموقع قائلا "ولكن هذه المسيرة لا يجب أن تكون نهاية المطاف، بل يجب أن تكون بداية لعمل متواصل من أجل التصدي لقرار ترامب".
بدوره قال منير جوري عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان في تصريح لموقع يابلادي "من حيث عدد المشاركين كانت المسيرة حاشدة، ورمزيتها الأساسية هي أنها استطاعت أن تجمع كل التيارات السياسية والخلفيات الفكرية المختلفة، وحضرتها تمثيليات جغرافية متنوعة من شمال وجنوب وشرق المغرب".
وبحسب جوري فإن "المسيرة كانت واضحة في رسائلها، سواء من حيث الشعارات التي رفعت أو من حيث البيانات التي تليت وكلها كانت تؤكد على أن قضية القدس هي قضية محورية في وجدان الشعب المغربي".
وتابع أن الشعب المغربي "كان يتفاعل مع القضية الفلسطينية بشكل تلقائي وسيظل كذلك، لأنه يعتبر بأن القضية الفلسطينية قضيته الأساسية وبأن القدس ليست ملكا للفلسطينيين فقط وإنما هي ملك للأمة، والشعب المغربي جزء من هذه الأمة وينبغي أن يؤدي دوره في الدفاع عن القدس".
كما أن هذه المسيرة أكدت بحسب القيادي في جماعة العدل والإحسان على "أن الشعب المغربي شعب حي يتفاعل مع قضايا أمته بشكل تلقائي ويعبر عنها".
وأضاف "نتمنى أن تسترجع القضية الفلسطينية مكانتها في الاهتمام الرسمي وفي اهتمام التنظيمات السياسية بمختلف توجهاتها، حتى يتم حماية الأراضي الفلسطينية والمسجد الأقصى من كل المخططات التي تحاك ضده".
أما السفير الفلسطيني بالرباط جمال الشوبكي فأكد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "مسيرة الشعب المغربي الشقيق تأتي لتقول لا للقرار الأمريكي الظالم، نعم لاستقلال القدس ولتكون عاصمة للدولة الفلسطينية، وكذا للتعبير عن الاستعداد للدفاع عن المقدسات ووقف هذا الظلم الجائر على الشعب الفلسطيني".
وأضاف الشوبكي أن كافة الأحزاب السياسية وقوى المجتمع المدني بالمغرب "خرجت اليوم لتقول كلمتها"، منوها بالموقف "الذي عبر عنه الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، في الرسالتين اللتين بعثهما إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكذا إلى الأمين العام للأمم المتحدة".