بعد أشهر من الانتظار، يحط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرحال نهار اليوم الأربعاء بالعاصمة الجزائرية، في زيارة قصيرة لا تتعدى مدتها 12 ساعة. وقبيل الزيارة أجرى حوارا مع صحيفة "الخبر الجزائرية" تطرق فيه للعديد من المواضيع، ومنها نزاع الصحراء الغربية.
وعبر ماكرون عن دعمه لفتح "حوار" بين المغرب والجزائر بغية التوصل إلى حل لنزاع الصحراء الذي عمر طويلا.
وبخصوص الاتهامات الجزائرية لفرنسا بالانحياز إلى المغرب قال "نحن نقف على مسافة متساوية من الطرفين وموقفنا معروف ولم يتغير، ولن يتغير".
وتابعا مخاطبا الصحافي الجزائري "على بلديكم معا، وبدعم من المجتمع الدولي، أن يعملا على حل هذه الأزمة، التي يعد حلها تحديا كبيرا من أجل اندماج المغرب العربي، فهي سبب انسداد اقتصادي كبير في المنطقة. أتمنى أن يتمكن المغرب والجزائر من تخطي خلافاتهما من أجل بناء صرح مغاربي قوي، موحد ومزدهر".
الجزائر طرف في النزاع
تصريح الرئيس الفرنسي يتفق تماما مع السياسية التي تدافع عنها المملكة المغربية منذ عقود، وهو ما لن يتقبله الجزائريون. فبدعوته لحوار مباشر بين المغرب والجزائر يكون ماكرون قد قطع مع الخط الذي نهجه أسلافه في قصر الإليزيه، والذين كانوا يدعون إلى "حل سياسي مقبول بين المغرب وجبهة لوبليساريو" أو "دعم الجهود التي يبدلها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية".
وبدا ماكرون أكثر واقعية من خلال دعوته المغرب والجزائر إلى فتح قنوات الحوار للتوصل إلى حل لنزاع الصحراء الغربية الذي عمر لسنوات طويلة، وهو إقرار ضمني بأن النزاع في حقيقة الأمر بين المغرب والجزائر، وليس بين المغرب وجبهة البوليساريو كما يدعي صناع القرار في قصر المرادية بالعاصمة الجزائرية.
وسبق للمغرب أن أشار في العديد من المناسبات إلى مسؤولية الجزائر في استمرار النزاع الإقليمي حول الصحراء، وهو ما نفته الحكومة الجزائرية مرارا، مشيرة إلى أنه لا دخل لها في الموضوع، وأن المشكلة بين المغرب وجبهة البوليساريو.