نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا نهار اليوم تطرقت فيه للاحتجاجات في منطقة الريف، وقالت إن الاحتجاجات قابلتها السلطات المغربية بالقمع والاعتقالات، وهو ما جعل العديد من سكان المنطقة يفكرون في طلب اللجوء في الدول الأوروبية.
وجاء في المقال المعنون بـ"حملة المغرب على الحسيمة تفتح باب الفرار إلى أوروبا" لكاتبه سعيد كمالي دهقان أن وفاة محسن فكري في شهر أكتوبر من سنة 2016، سحقا داخل شاحنة للقمامة عندما كان يحاول استعادة أسماكه، التي صادرتها الشرطة، أعطى زخما للاحتجاجات في المنطقة.
وأضاف كاتب المقال أن حراك الريف، هو حركة احتجاجات مثلت أكبر تحدي للحكومة منذ الربيع العربي عام 2011، حين قدم الملك عددا من التنازلات للمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية للحد من الاحتجاجات. غير أن رد المغرب هذه المرة جاء باعتقال قادة الحراك الشعبي وسجن الصحفيين وقمع الاحتجاجات "بوحشية".
وجاء في المقال أيضا أن الحملة التي قادتها السلطات المغربية على المنطقة أدت إلى نزوح جماعي لأهل الريف وللعاطلين عن العمل، الذين يحاول الكثير منهم الوصول إلى أوروبا. وأشار سعيد كمالي دهقان إلى أنه في هذا العام زاد عدد اللاجئين والمهاجرين الذين خاطروا بمحاولة العبور إلى اسبانيا بدرجة كبيرة. ففي شهر غشت الماضي جرى إنقاذ نحو 600 شخص من البحر في طريقهم إلى أسبانيا.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن الوكالة الأوروبية للحدود وخفر السواحل، أن ما يقارب 13600 مهاجر وصلوا إلى إسبانيا عن طريق مضيق جبل طارق خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2017.
ونقلت الصحيفة عن نوفل المتوكل، وهو شقيق إلياس المتوكل المعتقل منذ شهر يونيو الماضي، قوله "إن الاجراءات القمعية فى الحسيمة دفعت الكثيرين الى الفرار"، وأضاف "ان الهجرة لا تزال الخيار الوحيد الذي ينطوي على قدر كبير من المخاطر".
وتابع "عبور مضيق جبل طارق ليس لعبة ... هناك بعض الذين يصلون إلى إسبانيا وهناك بعض الذين يموتون. انهم يغادرون بلادهم لأنهم ليس لديهم مستقبل في المغرب".
كما التقى دهقان "لاجئين مغاربة" في مدينة طريفة الأسبانية فروا من "القمع والاضطهاد في الحسيمة"، وهما شقيقان يبلغان من العمر 28 و 19 عاما، وابني عمهما، البالغان من العمر 21 عاما، وجميعهم من بين الذين تم انقاذهم من البحر الأبيض المتوسط في غشت الماضي. وصلوا على متن جيتسكي إلى ساحل موتريل (مدينة ساحلية اسبانية)، بعد أن قطعوا حوالي 110 ميلا (180km) عبر البحر".
ويقول أحدهم "سافرنا على جيتسكي. استغرق الأمر ست ساعات من الحسيمة إلى موتريل"، وتابع "عنفنا رجال الأمن خلال مشاركتنا في الاحتجاجات. لدي علامات على يدي. غادرنا بحثا عن العمل. ليس هناك عمل في الريف".
من جهته ذكر موقع "cadenaser" الإسباني أنه تم في الأيام القليلة الماضية إنقاذ 83 مهاجرا سريا في مضيق جبل طارق، كانوا على متن مركبين، وفي وقت لاحق تم إنقاذ 63 آخرين بينهم قاصرون.
وقالت هيلينا مالينو المتحدثة باسم منظمة غير حكومية تعمل في إطار مساعدة المهاجرين السريين "مع هؤلاء الوافدين، أصبح عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى سواحلنا عبر قوارب الهجرة السرية يتجاوز 200 شخص في الأسبوع الماضي، هناك زيادة هامة في أعداد المهاجرين السريين، في الأسابيع الأخيرة، وهم غالبا من الذكور القادمين من شمال المغرب".
وتابعت أن "هذه الزيادة، قد تكون بسبب عدم الاستقرار في شمال المغرب وخاصة منطقة الريف".
وتابعت نفس المتحدة أن الأوضاع في الريف المغربي "يمكن أن تكون من الأسباب التي أدت إلى وصول العديد من المهاجرين المغاربة إلى السواحل الإسبانية"، علما أن الأمر كان يقتصر في الماضي بحسبها على المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء. و ما يثير القلق بحسب ذات المتحدثة هو زيادة "عدد القاصرين الذين يعرضون أنفسهم للخطر على متن قوارب الهجرة السرية في الأشهر الأخيرة".