على الرغم من حشد جبهة البوليساريو جهودها من أجل التصويت ضد الاتفاق أورو- متوسطي المتعلق بالخدمات الجوية بين المجموعة الأوروبية و بلدانها الأعضاء من جهة و المملكة المغربية من جهة أخرى، إلا أن البرلمان الأوروبي اعتمد الاتفاق في جلسة عامة يوم الثلاثاء الماضي، وبأغلبية كبيرة (511) صوتا.
و قد دخل هذا الاتفاق حيز التطبيق مؤقتا في شهر دجنبر من سنة 2006، وفي شهر فبراير من سنة 2014 اقترحت المفوضية الأوروبية بعض التعديلات عليه لتأخذ بعين الاعتبار انضمام ثلاث دول جديدة الى الاتحاد الأوروبي و معاهدة لشبونة الموقعة في سنة 2017.
وتعطي مواد الاتفاق المبرم بين الرباط وبروكسيل، شركات النقل الجوي الأوروبية "حرية غير محدودة (الهبوط والإقلاع ونقل الركاب والسلع) بين الاتحاد الأوروبي والمغرب"، كما تتمتع شركات النقل الجوي المغربية بموجب الاتفاق بنفس الحقوق في جيمع بلدان الاتحاد الأوروبي.
غضب البوليساريو
القرار أُثار غضب جبهة البوليساريو، حيث أصدر محمد سيداتي "الوزير المنتدب المكلف بأوروبا" في الجبهة الانفصالية بيانا قال فيه إن قرار البرلمان الأوروبي "يعزز الاحتلال غير المشروع للصحراء الغربية، وينتهك القانون الدولي وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ويقوض العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة". وأضاف أن موافقة البرلمانيين الأوروبيين على الاتفاق يدخل في إطار "محاولات المشرعين الأوروبيين التحايل على قوانين الاتحاد الأوروبي بخصوص العلاقات مع المغرب".
وذهب أعضاء الكتلة حول الصحراء الغربية بالبرلمان الأوروبي الذين يدافعون عن أطروحة جبهة البوليساريو في نفس الاتجاه، ووجهوا دعوة إلى المفوضية الأوروبية من أجل "توضيح النطاق الإقليمي لتطبيق الاتفاق الأورو- متوسطي" مع المغرب.
كما أدانت الكتلة ما قالت إنها "تناقضات متكررة لسياسة الاتحاد الأوروبي تجاه الصحراء الغربية"، معلنة تأكيدها على ضرورة الالتزام بقرار محكمة العدل الأوروبية الصادر في 21 دجنبر من سنة 2016، وهو القرار الذي يستبعد الصحراء الغربية من أي اتفاق للتجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب.
ويأتي اعتماد هذا الاتفاق من قبل البرلمان الأوروبي بعد أشهر فقط، من إعطاء دول التكتل الأوروبي الضوء الأخضر لمفوضية الاتحاد من أجل الدخول في مفاوضات مع المغرب بغية التوصل إلى حل بشأن قرار محكمة العدل الأوروبية، وهي المفاوضات التي أعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بعد اجتماعه يوم الإثنين الماضي بفيديريكا موغيريني الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية في الإتحاد الأوروبي، (أعلن) أنها تسير في الاتجاه الصحيح .
هذه النكسة الجديدة للجبهة الانفصالية تأتي متزامنة مع قرارها رفع دعوى قضائية في مدينة كريتاي الفرنسية ضد شركة الطيران ذات التكلفة المنخفضة "ترانسافيا"، بعدما وقعت اتفاقا خلال شهر شتنبر الماضي، مع المكتب الوطني المغربي للسياحة، يقضي بإطلاق خط جوي مباشر بين باريس والداخلة.