كثفت جنوب إفريقيا من تحركاتها الداعمة لجبهة الوليساريو، وتمكنت من فرض ابراهيم غالي كضيف شرف في الدورة العادة لبرلمان عموم إفريقيا التي تحتضنها مدينة جوهانسبورغ من 9 إلى 20 أكتوبر تحت شعار "تسخير العائد الديمغرافي من خلال الاستثمار في الشباب".
ووصل زعيم الجبهة الانفصالية مساء أمس إلى مطار أوليفر طامبو الدولي بمدينة جوهانسبورغ الجنوب إفريقية، وعقد مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن موقف الجبهة من نزاع الصحراء.
وبذلك يكون الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما قد وفر منصة لزعيم الانفصاليين من أجل أبراز موقفه من النزاع في الصحراء الغربية أمام أكثر من 270 برلمانيا إفريقيا. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي لم يعد نزاع الصحراء يحظى باهتمام كبير من قبل المجتمع الدولي.
ويتضح ذلك أساسا من خلال التأخير الكبير في تعيين الألماني هورست كوهلر مبعوثا شخصيا للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية، حيث لم يتسلم مهامه إلا في بداية شهر شتنبر أي قبل شهر واحد فقط قبل تقديم إحاطة حول النزاع إلى مجلس الأمن الدولي.
وتعتبر هذه الخطوة الجنوب إفريقية، مجرد حلقة في سلسلة من القرارات التي اتخذتها حكومة الرئيس جاكوب زوما دعما للبوليساريو، ففي 20 غشت الماضي، تمكنت من إقناع البلدان الخمسة العشر المشكلين لمجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية باعتماد توصية دعما للجبهة الانفصالية، وأعربت الدول الأعضاء في البيان الختامي آنذاك عن "قلقها العميق من توقف عملية إنهاء الاستعمار في القارة الإفريقية، بالصحراء الغربية".
وبعد مرور ثلاثة أسابيع، وبمناسبة انعقاد دول مجموعة البريكس (البرازيل والصين والهند وروسيا وجنوب إفريقيا)، تمكنت بريتوريا في إقحام نزاع الصحراء الغربية في البيان الختامي للقمة، وجاء فيه "إننا نؤيد الجهود الرامية للتوصل إلى حل للمشاكل القائمة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وليبيا، وجنوب السودان، والصومال، وجمهورية إفريقيا الوسطى، والصحراء الغربية".
وبدعم من جاكوب زوما يكون ابراهيم غالي قد نجح في مغادرة مخيمات تندوف دون أن يخشى من اعتقاله.
يذكر أن السلطات القضائية في إسبانيا أعادت فتح إجراءات جنائية ضده منذ شهر نونبر من السنة الماضية، ووجهت له تهم تتعلق بـ"الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية"، وهو ما حد من سفره إلى الخارج بشكل كبير.