كشفت مصادر دبلوماسية موريتانية بحسب ما نقل موقع "الأخبار" الإلكتروني الموريتاني عن أن "المملكة المغربية أبلغت محمد ولد بوعماتو رجل الأعمال المقيم في مراكش والصادرة في حقه مذكرة اعتقال دولية من القضاء الموريتاني بأنه شخص غير مرغوب فيه، وهو ما يفرض عليه مغادرة الأراضي المغربية".
وبحسب الموقع فإن "المغرب أبلغ ولد بوعماتو بالقرار بعد سنوات من اختياره لمدينة مراكش كمنفى اختياري بعد خلافه مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز".
ذات المصادر أكدت أن هذه الخطوة المغربية من شأنها أن تساهم في "حلحلة الأزمة بين البلدين، على أن يبدأ ذلك بموافقة موريتانيا على السفير المغربي الجديد – المعين حديثا – في نواكشوط حميد شبار".
وسبق للقضاء الموريتاني أن أصدر في فاتح شتنبر الماضي مذكرة اعتقال دولية في حق المعارض الموريتاني، وفي حق مدير أعماله محمد ولد الدباغ، وذلك بتهمة "تقديم رشاوى لعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الموريتاني، إضافة إلى نقابيين وإعلاميين موريتانيين".
وينحدر ولد بوعماماتو من قبيلة أولاد بوسباع وهي نفس القبيلة التي ينتمي إليها الرئيس الموريتاني. كما أنه كان من أبرز داعمي ولد عبد العزيز خلال فترة الانقلاب العسكري الأولى، وكان أيضا داعما قويا له خلال فترة الانتخابات الرئاسية في 2009، قبل أن تتغير الأمور ويصبح من أشد معارضيه.
وفي تصريح لموقع يابلاي قال مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن اسمه "إن السلطات المغربية منحت أجل شهر كامل لرجل الأعمال الموريتاني من أجل الامتثال للقرار"، ومعلوم أن ولد بوعماتو دخل المغرب بجواز سفر فرنسي.
ولا يعرف لحد الآن إن كان القرار المغربي الجديد سيطال معارضين موريتانيين آخرين، من أمثال المصطفى ولد الإمام الشافعي، الذي يعتبر أحد عناوين المعارضة الخارجية للأنظمة الموريتانية المتعاقبة، وأحد أنشط الدبلوماسيين في منطقة غرب إفريقيا، وكذا الميلياردير عبد اللهِ ولد انويكظ.
هل للأمر علاقة بأنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا؟
نفس المصدر أكد للموقع أنه يحتمل أن يكون لقرار المغرب إخبار المارض الموريتاني ولد بوعماتو أنه لم يعد مرغوبا به في البلاد، علاقة بموافقة السلطات المورتانية على اعتماد حميد شبار سفيرا جديدا للمملكة لديها.
وأشار المصدر ذاته إلى أن" الخطوة الأولى التي أقدم عليها الرئيس محمد ولد عبد العزيز كانت قبل بضعة أسابيع في نيويورك، بمناسبة خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث لم يتطرق لمسألة الصحراء الغربية. على عكس خطاباته السابقة أمام الهيئة الأممية"، وقد أثارت هذه الخطوة في حينه غضب وسائل إعلام مقربة من جبهة البوليساريو.
كما لم يستبعد محدثنا أن يكون لقرار طرد ولد بوعماتو من المغرب علاقة بخط أنابيب الغاز المتوقع أن يربط بين نيجيريا والمغرب مرورا بموريتانيا.
وذهبت بعض وسائل الإعلام الموريتانية إلى حد الحديث عن تعيين سفير جدي لنواكشوط في الرباط، مشيرة إلى اسم رئيس الوزراء السابق مولاي ولد محمد لغظف، خريج المدرسة لمحمدية للمهندسين بالرباط.
يذكر أن الحكومة الموريتانية تمتنع لحد الآن عن تعين سفير جديد في المغرب بعد تقاعد السفير السابق محمد ولد معاوية سنة 2012.