القائمة

أخبار  

عودة الاحتجاجات لمنطقة الريف ومطالب بإنقاذ حياة المعتقلين

يخوض 31 معتقلا بسجن عكاشة بالبيضاء، على خلفية الأحداث التي شهدتها منطقة الريف، إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ أيام، فيما قرر بعضهم التصعيد أكثر والامتناع عن شرب الماء والسكر.

وتصاعدت حركة التضامن المعتقلين، وشهدت منطقة الريف عودة الاحتجاجات للمطالبة بإطلاق سراحهم وتحقيق المطالب التي ظلت الساكنة تنادي بها منذ مقتل بائع السمك محسن فكري طحنا داخل شاحنة للأزبال في شهر أكتوبر الماضي.

نشر
من احتجاجات حراك الريف/ أرشيف
مدة القراءة: 6'

قرر 31 فردا من معتقلي حراك الريف بسجن عكاشة بالدار البيضاء الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام منذ أيام، فيما قرر أربعة منهم هم محمد جلول ونبيل أحمجيق وربيع الأبلق وبدر الدين بولحجل، التصعيد أكثر والامتناع عن شرب الماء والسكر.

وفي بيان له عبر المرصد المغربي للسجون الذي يعتبر منظمة غير حكومية، عن "قلقه الشديد" إزاء الوضع الصحي لمعتقلي حراك الريف الذين دخلوا في إضراب عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراحهم.

وأضاف المرصد أنه يتابع بـ"قلق" وضع معتقلي الحراك وخصوصا من نقل منهم من الحسيمة إلى سجون الدار البيضاء وفاس وتاوريرت.

ودعا المرصد إدارة السجون إلى "عدم الضغط على المضربين أو تهديدهم" وضمان "متابعة يومية" لهم و"احترام كرامة أقربائهم".

محامون يدقون ناقوس الخطر

أكد المحامي محمد أغناج عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك بالدار البيضاء في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، أنه زار بمعية عدد من المحامين صباح يوم أمس الإثنين بعض المعتقلين بسجن عكاشة، مؤكدا أنهم تخابروا مع كل من "نبيل احمجيق، محمد جلول، محمد المجاوي، أشرف اليخلوفي، جواد بنزيان، بدر الدين بولحجل، وسيم البوستاتي، زكرياء اضهشور، ربيع الأبلق، يوسف الحمديوي، محمد الهاني، محمد مكوح، وَعَبَد الخير اليسناري".

وتابع أغناج في تدوينته أن هؤلاء المعتقلين "أكدوا لنا أنهم مستمرون في إضرابهم عن الطعام" مضيفا أن كل من نبيل احمجيق، ربيع الابلق وبدر الدين بولحجل أكدوا "انهم ممتنعون عن تناول الماء منذ ستة ايّام (25 شتنبر)".

وختم تدوينته بالقول "ورغم ان اغلب المعتقلين يكابرون ولا يريدون ان تظهر عليهم اية آثار من إرهاق وعياء وغياب أي حيوية، لكننا جميع من كان حاضرا أحسسنا ان المعتقلين يفقدون جزءا من حيويتهم وحياتهم كل يوم".

فيما قالت المحامية بشرى الرويسي التي التقت المعتقلين أيضا إن الحالة الصحية للمعتقل بدرالدين بوالحجل بدت في التدهور مؤكدة بعد مرور خمسة أيام من إضرابه عن الماء والسكر و12 يوما من إضرابه عن الطعام بدأ يدخل "في حالات متكررة من الإغماء".

أما زكرياء أدهشور فأوضحت أنه بعد إضرابه عن الطعام منذ 12 يوم بدأ يتقيء "الدم بشكل متكرر مع عدم القدرة على شرب الماء .سقط على الارض بعد فقدانه الوعي اثناء الصلاة". فيما دخل المعتقل وسيم البستاتي "في حالة من فقدان الوعي"، أما محمد مكوح فقد "تعرض لفقدان الوعي والسقوط على الارض بعد وقوفه للصلاة". ويعاني المعتقل عبد الخير اليسناري "من سرعة خفقان القلب"، في الوقت الذي يعاني فيه يوسف الحمديوي من "نزيف متكرر من الأنف".

مساءلة حكومة العثماني

ووصلت قضية إضراب معتقي حراك الريف إلى قبة البرلمان حيث راسلت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية أمينة ماء العينين رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وساءلته حول التداعيات الداخلية و الخارجية لإضراب معتقلي حراك الريف، عن الطعام داخل سجن عكاشة بالدارالبيضاء.

وجاء في سؤال ماء العينين "صرح العديد من أفراد أسر معتقلي ما يعرف بحراك الريف والعديد من محاميهم بإضرابهم عن الطعام داخل السجون، بل وصل الأمر إلى توقف بعضهم عن تناول الماء والسكر مما صار يشكل خطرا على حياتهم".

وأَضافت "وبالنظر إلى التداعيات السلبية لهذا الإضراب عن الطعام داخليا وخارجيا، وبالنظر الى ما يشكله ذلك من خطر على حياتهم، فإننا نسائلكم السيد رئيس الحكومة عن المبادرات التي قامت بها حكومتكم أو المبادرات التي يمكن أن تكون طرفا فيها لإيجاد حل للمشكل الذي صار مأزقا يكلف المغرب داخليا وخارجيا".

أما المستشار البرلماني عن الحزب نفسه، نبيل الأندلسي، فاختار التعليق على الخطوة التي أٌقدم عليها المعتقلون عبر حسابه في موقع الفايسبوك وكتب، "مادامت الدولة لم تفهم بعد سيكولوجية المواطن المغربي بمنطقة الريف فلن تستطيع حل "الأزمة"، بل لا تزيدها مقاربتها إلا تعقيدا".

تجدد الاحتجاجات            

ومساء يوم الأحد عادت الاحتجاجات لمنطقة الريف بعد أسابيع من الهدوء، ونشر العديد من النشطاء صورا وأشرطة فيديو لمسيرة شهدتها مدينة إمزورن، تم خلالها رفع شعارات للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وتحقيق مطالب الحراك الشعبي.

بدوره نشر المستشار البرلماني نبيل الأندلسي شريط فيديو للمسيرة على صفحته في موقع الفايسبوك، وتساءل "كيف تفسرون خروج كل هؤلاء الشباب للاحتجاج رغم الاعتقالات التي شملت أصدقاءهم، خرجوا رغم الأحكام القاسية الصادرة في حق الكثيرن من شباب المنطقة، ورغم أنهم متيقنون بأن خروجهم قد يعني شهورا من السجن وربما أعواما (الخروج للإحتجاج بالريف ولو بشكل سلمي بات يعني أنك مشروع معتقل مع الأسف الشديد، "راه رجعنا اللور بزاف على المستوى الحقوقي")".

وخلص إلى أنه "من الصعب إقناع هؤلاء الشباب بالرجوع إلى منازلهم بالمقاربة المعتمدة"، وطالب بـ"إطلاق سراح المعتقلين وإطلاق سراح الأبرياء".

مندوبية التامك تتشبث بالنفي

في ظرف أربعة أيام أصدرت المندوبية العامة للسجون بلاغين تنفي فيهما دخول المعتقلين في إضراب عن الطعام، فبعد بلاغ يوم الجمعة الماضي، قالت في بلاغ جديد يوم أمس الاثنين إن المجموعة التي "تتكون من 31 نزيلا تقوم باستهلاك ما تتسلمه من مواد غذائية متنوعة وقابلة للتخزين خلال الزيارات العائلية المتتالية، مع العلم أنه لم يتقدم أي نزيل منهم إلى إدارة هذه المؤسسة بأي إشعار كتابي يفيد الدخول في الإضراب عن الطعام".

وأضافت المديرية أن "فحوصات الضغط الدموي ونسبة السكر في الدم والوزن تفند بجلاء ادعاء دخول هؤلاء في الإضراب عن الطعام".

وتابع المصدر ذاته أنه "بخصوص المجموعة الثالثة التي تضم 3 نزلاء فقد تقدم النزيل (ن.أ) بتاريخ 20/09/2017 بإشعار كتابي يعلن فيه دخوله في إضراب عن الطعام، معللا ذلك بأسباب لا تمت بصلة لشروط اعتقاله بالمؤسسة".

وأوضحت أنه "بخصوص النزيلين المتبقيين (ر.أ) و(م.ج)، فقد صرحا شفويا يومه 25/09/2017 لإدارة المؤسسة بدخولهما في إضراب عن الطعام بسبب القضية المعتقلين من أجلها حسب تصريحهما الشفوي".

تواصل الاعتقالات

وبالتزامن مع دخول بعض معتقلي الحراك في إضراب مفتوح عن الطعام، قامت السلطات الأمنية يوم أمس الإثنين باعتقال الناشطة البارزة في حرك الريف نوال بنعيسى، بحسب ما نقل موقع لكم الإلكتروني.

وقررت النيابة العامة متابعتها في حالة سراح بتهمة "التحريض على ارتكاب جنايات وجنح"، فيما تم تحديد أولى جلسات محاكمتها يوم  23 أكتوبر المقبل بالمحكمة الابتدائية بالحسيمة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال