أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يوم الجمعة الماضي أنها تقدمت رسميا بطلب استضافة كأس العالم 2026. وسبق للمغرب أن قدم ملفه في أربع مناسبات (1994 و1998 و2006 تم 2010) غير أنه لم يحالفه الحظ.
وسيجد المغرب نفسه في منافسة ملف مشترك قدمته ثلاث دول من أمريكا الشمالية هي الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا، بعدما انسحبت كولومبيا في أعقاب إكراهات اقتصادية. وسيتم الإعلان عن البلد المحتضن للنهائيات في شهر يونيو من السنة المقبلة، ولن تكون مهمة المغرب سهلة في إقناع 209 مصوتا (عدد اتحادات كرة القدم المنضوية تحت لواء الفيفا).
وفي تصريح لموقع يابلادي قال المحلل الرياضي والمدرب السابق للمنتخب المغربي حسن مومن إن "التشبث بالأمل وبالحلم وهو شيء جيد في نظري بالنسبة للمغاربة، بغض النظر هل سنتمكن من نيل شرف التنظيم أم لا، المهم هو الإصرار والحلم والأمل".
وتابع "دخلنا في منافسة مع دول كبيرة، ولنا الحق في الدفاع عن مشروعنا، ولو أن الدروس علمتنا للأسف أن بعض الأشياء التي تجري في الكواليس يصعب التحكم فيها، وهذا ما جعل المغرب يخسر الرهان في الماضي عل الأقل في دورتين".
وبخصوص ترشيح المغرب لاحتضان نسخة 2026 قال "الآن الحالة التي يوجد عليها المغرب مختلفة عن الماضي، في الماضي لا أرى أنه كان إخفاقا بقدر ما أرى أنها تجربة خاضتها البلاد جعلتها أٌقوى، فبالنسبة للبنية التحتية هناك تطور كبير، رغم أنه لا مجال للمقارنة بين البنية التحتية في أمريكا والمغرب".
وأضاف مومن أن حظوظ المغرب هذه المرة تبقى قائمة فـ"الاتحاد الإفريقي كله وراءنا، ومن المكن أن نستقطب عددا كبيرا من الدول العربية، كما يمكننا أن نصل إلى آسيا، وإذا عملنا جيدا مع الاتحاد الأوروبي سنحوز على دعمهم ، لأنهم سيستفيدون من تنظيم المونديال بالمغرب بحكم قرب المغرب من أوروبا".
وأثناء حديثه عن البنية التحتية التي يتوفر عليها المغرب قال مومن "الملف لن يكون متكاملا طبعا، الآن لدينا على الأٌقل سبعة ملاعب في المستوى، وهناك ملاعب في طور الانجاز، وبغض النظر على الملاعب يبقى من الضروري تحسين الشبكة الطرقية، وزيادة عدد الفنادق، وهذه أوراش يجب أن يعمل عليها المغرب".
وأوضح مومن أنه في حال نجح المغرب في نيل شرف تنظيم المونديال فإن المملكة "ستربح كثيرا وفي العديد من المجالات، في البنية التحتية مثلا نحن لا زلنا محتاجين لملاعب التداريب، جميع الفرق الوطنية ستستفيد من الملاعب وملاعب التداريب".
وواصل حديثه قائلا "الاستفادة ستكون كبيرة وسندخل في مشروع الاحتراف الحقيقي بتأسيس شركات رياضية، لأن التدبير الجمعوي للفرق لم يعد يعطي أكله، باختصار تطوير كرة القدم الوطنية سيأتي من خلال تنظيم هذه النهائيات".
بدوره قال الباحث المغربي المتخصص في السياسة الرياضية منصف اليازغي في تصريح ليابلادي "المغرب وضع طلبا للترشيح ولم يتم إعداد ملف بعد".
وواصل حديثه بالقول "المغرب قدم ترشيحه في آخر لحظة يعني أنه لم يتسرع وأخذ وقته الكامل. وأعتقد أن المغرب قدم ترشيحه لأنه يرى أن له حظوظا، وللتذكير فالمغرب لم يترشح في نسختي 2018 و 2022".
وأكد أن طلب الترشيح الذي تقدمت به المملكة "يخضع لحسابات سياسية واقتصادية ورياضية ودبلوماسية".
وبخصوص البنية التحتية التي يتوفر عليها المغرب قال اليازغي "إلى حدود آخر ترشيح للمغرب، كانت نقطة الضعف دائما هي تقديم مشاريع على الورق، لكن تقديم مشاريع على الورق لم يعد الآن يحسب نقطة ضعف فقطر التي ستحتضن نهائيات 2022 قدمت جميع المشاريع على الورق".
وأضاف اليازغي "المغرب حاليا يتوفر على خمسة ملاعب بمعايير دولية. الرفع من عدد المنتخبات سيجعل 12 مدينة تحتضن 12 مجموعة أي 12 ملعب و12 مطار وكل المرافق التي تساير تنظيم المونديال".
وتابع حديثه قائلا "المغرب عنده خمسة ملاعب وليس صعبا أنه يبني ملاعب جديدة، وهو ما كان عليه الحال في روسيا التي ستستضيف مونديال 2018 والبرازيل التي احتضنت نسخة 2014. ليس بالضروري أن تكون البنية التحتية كلها جاهزة، فليس من الصعب بناء سبعة ملاعب جديدة".
وعن حظوظ الملف المغربي قال اليازغي "كل ترشيح له نقط القوة ونقط الضعف، ملف أمريكا وكندا والمكسيك فيه مشاكل، ففي تجربة التنظيم المشترك بين اليابان وكوريا الجنوبية 2002 وقع خلاف حول الاسم الذي سيذكر الأول 'كوريا واليابان' أو 'اليابان وكوريا'".
كما أن نسخة 2002 بحسب اليازغي واجهت مشاكل بخصوص تنقل الجماهير من بلد لبلد "فما بالك بمجال جغرافي كبير يمتد بين المكسيك وأمريكا وكندا، علما أنه داخل الولايات المتحدة وحدها أحيانا التنقل من مدينة إلى مدينة قد يستغرق 8 ساعات".
وأشار اليازغي إلى أن "التصويت على البلد المحتضن لم يعد حكرا على المكتب التنفيذي للفيفا المكون من 24 عضوا، الآن وفق النظام الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم ومن أجل محاربة الفساد أصبح المصوتون هم جميع الاتحادات الأعضاء في الاتحاد الدولي، هناك 209 صوت، ويجب جمع أكبر عدد من الاصوات".
وواصل حديثه قائلا "في القارة الإفريقية وحدها هناك 54 صوتا مع استثناء بعض الدول التي لدينا معها مشاكل كالجزائر وجنوب إفريقيا وناميبيا".
وأَضاف "معظم الدول العربية ستكون في صف المغرب، وبخصوص الدول الأوروبية فمن صالحها إقامة المونديال في المغرب بحكم سهولة تنقل الجماهير إلى المغرب، كما أن دول القارة العجوز ستستفيذ من الاستثمارات المرتبطة بتنظيم المغرب لكأس العالم فالأمر ليس مرتبط بما هو رياضي وحسب".
وختم اليازغي حديثه للموقع قائلا "المغرب سيكون له حظوظ إن استطاع أن يبين نقط ضعف الملف الآخر".