أصدرت عمالة إقليم الحسيمة يوم أمس بلاغا أكدت فيها أنها لن تسمح بتنظيم مسيرة يوم الخميس 20 يوليوز بالحسيمة التي دعا إليها نشطاء حراك الريف والعديد من الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية.
وقالت العمالة إن الدعوة إلى هذه المظاهرة "تمت بدون احترام المساطر القانونية المعمول بها، حيث لم تتوصل السلطة الإدارية المحلية المختصة بأي تصريح في الموضوع"، مضيفة أن "الفعاليات أو ما يطلق عليه "بالتنسيقيات" التي تقف وراء هذه الدعوة لا تتوفر على الصفة القانونية التي تخول لها تنظيم المظاهرات بالطرق العمومية".
وتابعت العمالة أن تنظيم هذه المسيرة من شأنه "المس بحق الساكنة المحلية في أجواء أمنية سليمة، لاسيما مع تزامن الدعوة المذكورة مع الموسم الصيفي". وتأسيسا على هذه المعطيات، يضيف البلاغ "فقد تقرر عدم السماح بتنظيم هذه المسيرة، بناء على ما تتوفر عليه السلطة الإدارية المحلية من صلاحيات قانونية واضحة في هذا الشأن، حيث اتُخذت جميع التدابير الكفيلة بضمان تنفيذ هذا القرار. ولقد تم إحاطة النيابة العامة علما بكل الحيثيات والجوانب المرتبطة بهذا الموضوع".
واختار بعض النشطاء البارزين في حراك الريف الرد على بلاغ عمالة إقليم الحسيمة من خلال تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أنه لا تراجع عن قرار تنظيم المسيرة التي سبق وأعلن عن تاريخها القيادي البارز في حراك الريف ناصر الزفزافي قبل اعتقاله.
وتساءلت نوال بنعيسى التي تعد من بين أبرز وجوه الحراك، في تدوينة على صفحتها في الفايسبوك قائلة "هل طالبت الجماهير الشعبية يوما ما برخصة ؟"، وأضافت "نحن منذ ثمانية أشهر نخرج نطالب بحقوقنا بسلمية وحضارة ورقي ولم نطلب برخصة لنخرج ونستنكر أوضاعنا وواقعنا المهين للإنسانية في الريف لسنا إطارا لننتظر رخصة نحن جماهير شعبية تخرج من أجل الحق لذلك سنقول كلمتنا يوم 20 يوليوز"، وختمت تدوينتها قائلة ""الموت ولا المذلة".
بدوره كتب الناشط في الحراك أشرف بوقاضي في تدوينة على الفايسبوك "إن تدخل الدولة الامني الحازم جعلها في موضع تساؤل حول مدى احترامها لدستور 2011، الذي ينص بشكل واضح على ان التظاهر السلمي حق مشروع كما جاء في الفصل 29 و 37 ، وعلى أن حريات الاجتماع والتجمهر والتظاهر السلمي حق يكفله القانون".
وأضاف "وهنا سيقول قائل ( وهو ما قالته الداخلية في بلاغها اليوم ) ان الاحتجاج يجب ان يكون بترخيص من السلطات المعنية، هنا يمكننا ان نجيب بسؤال ؛ كيف يمكن لسلطة الترخيص لاحتجاج ضدها؟ و ضد سياستها وفشلها في معالجة مشاكل الساكنة؟".
فيما اختار الوجه البارز في الحراك والمتابع في حالة سراح المرتضى إعمراشا مؤقت أن يخاطب أفراد الجالية المتواجدين بالحسيمة، معنونا تدوينته ب"رسالة أمل" وقال "أتمنى من أبناء الريف الذين قد يدخلون لأول مرة بلدهم المغرب، أن لا يحملوا الوطن وزر الآلة القمعية التي ترابط عند كل حي، وأن تبقوا متشبثين به وبثوابتنا، ..لا تسمحوا لتجار الأزمة أن يفسدوا تلك الصور الجميلة التي أبهرتنا وأنتم تحيطون بجلالة الملك أثناء زيارته لهولندا وغيرها، وانتظاركم له لساعات أمام الفندق دون أن يطلب منكم أحد ذلك، تلك المشاهد المعبرة لا يمكن أن نسمح لأعداء الريفيين أن يقوموا بطمسها".
وتابع قائلا "أرجوا أن تفهموا أيضا أن المفسدين الذين عطلوا المشاريع التنموية بوطنكم هم نفسهم من زج بإخوانكم في السجون، لأننا لم نرض يوما بهم وسيطا وقد جربنا حضن الملك الأبوي الذي يعطف على جميع أبناء شعبه، والذي كلما حل بمدن وقرى الريف إلا وحلت بها مشاعر الفرحة والأمان".
وأضاف "إخواننا أبناء المهجر إنكم يوم 20 يليوز -خاصة- قد تلاحظون صورا من جبروت قوات الأمن لم تتعودوا عليها في حياتكم، فأرجوا أن لا تلتقطوها في مخيلتكم لأنها عابرة، واحتفظوا فقط بتلك الصور الجميلة لسنوات حيث تشاركون صيف مدينة الحسيمة مع جلالة الملك وأسرته الكريمة وتسارعون لالتقاط الصور معه".
واسترسل "هذه الصور الرائعة هي ما نسعى جميعا للإبقاء عليها في ذاكرتنا الجماعية منذ اعتلاء ملكنا عرش الوطن بعيدا عن ذكريات العهد السابق، ذلك العهد الذي يسعى أعداء الملك والشعب من المفسدين لإعادته رغم كل ما بذل لطي صفحته وفتح عهد الانصاف والمصالحة، أيها المهاجر إننا معك نرجو أن لا تعود إلى مهجرك إلا وقد استعاد إخوانك بالسجون كرامتهم ونالوا حريتهم، لتأخذ معهم أجمل تذكار، وألا تفجع معنا بفقدان أحد منهم وقد صمموا على أن ينالوا الشهادة أو البراءة..، نسأل الله الفرج".