وصل عدد من الفنانين يوم أمس الأربعاء إلى مدينة الحسيمة، في إطار الحملة الترويجية للسياحة بالمدينة، والتي ينظمها المكتب الوطني المغربي للسياحة، ولاقت هذه الزيارة موجة من السخرية من لدن رواد موقع التواصل الاجتماعي.
وزاد من حدة الغضب والسخرية على مواقع التواصل تزامن هذه الزيارة مع خضوع الفنانة سليمة الزياني الملقبة بسيليا الموجودة رهن الاعتقال بسجن عكاشة بالدار البيضاء على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها منطقة الريف للتحقيق.
وشبه بعض النشطاء هذه الخطوة، بالدور الذي لعبه العديد من الفنانين والمثقفين إبان انقلاب الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي على سلفه محمد مرسي.
وعلق الأستاذ الجامعي والناشط اليساري حسن طارق، على هذه الزيارة في تدوينتين على حسابه في الفايبوك وقال في الأولى ساخرا "صاحب قرار طائرة ""الفنانين""يستحق جائزة الغباء الاسثتنائي لهذا الموسم"، فيما كتب في الثانية "عودة المقاربة المصرية : نفس الغباء السياسي ،مع فارق كبير في الموهبة الفنية" وأرفق هذه التدوينة بصورة للفنانين الذين توجهوا إلى الحسيمة.
بدورها انتقدت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية إيمان اليعقوبي الزيارة وكتبت على حائطها الفايسبوكي "تقليد النموذج المصري إن اخترنا مثلا أن نقبله كمغاربة من حيث المبدأ فإنه من حيث النجاعة يخلق إشكالات عديدة يظهر أن كثيرا من الذين يرغبون في تقليده إما أنهم لا يرون ما يحدث في البلدان التي اختاروا تطبيق نموذجها، يعني العمى، أو أنهم مصابون بالبلادة التي تمنعهم من الإبداع بما يناسب طبيعة المغرب السياسية والديمغرافية والشعبية حتى وإن كان هذا الإبداع يصب في مجال خلق الأزمة".
وأضافة مخاطبة القائمين على الزيارة "أخرجوا لنا أفكارا جديدة لنحس بعنصر المفاجأة زعما شي شوية يعني. ألم يكفكم أن مسيرة الأخونة لم تنفع مع المغاربة حتى تختاروا مواصلة نفس الأخطاء؟".
في حين كتب الأستاذ الجامعي و المحلل السياسي عمر الشرقاوي على حسابه بالفايسبوك "اسمحوا لي وجهة نظري الخاصة ان هناك سوء تقدير للسياق و زمن اطلاق مبادرة توجه بعض الفنانين الى الحسيمة".
وتابع أن "أوضاع الحزن التي تعرفها المنطقة لا تساعد كثيرا على ان تكون لمثل هاته المبادرات النبيلة اي جدوى"، مضيفا "لكن حق نقد المبادرة وتبخيسها وتسفيهها حتى لا يبرر استعمال قاموس السب والشتم في حق مواطنين مغاربة قبل ما يكونوا فنانين ونعتهم بالحثالة والازبال والنفايات. لا اظن ان هاته اخلاق ريافة الذين عانوا من سبهم ووصفهم باقدح النعوت".
وذهب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض عبد الرحيم العلام إلى حد القول إن "كنا نتوفر على مؤسسات ديمقراطية، لوجب محاسبة مكتب السياحة على إهداره للمال العام، المتمثل في تمويل رحلة سياحية لمجموعة من "الفنانين"، بدعوى تنشيط السياحة".
وأردف أن "من أراد تنشيط السياحة في الحسيمة عليه "تنشيط" سكان المنطقة أولا، لا تحويل حياتهم إلى مأساة يومية، ورمي أبنائهم في معتقلات الظلم، وتعذيبهم وتشويههم وإهانتهم".
وتابع أن "من أراد ان يساهم في تنمية السياحة في الريف، عليه أن يملأ خزان وقود سيارته، ويخصص مبلغا لانفاقه على رحلته، لا أن يشفط أموال الشعب، ويأخذ صور سلفي في الطائرة الممولة من ضرائب المغاربة".
وتساءل العلام "هل يعرف هؤلاء أن الأموال التي صرفت عليهم تعود إلى ملايين المواطنين الذين يتمنون رحلة بسيطة إلى أقرب منطقة من أجل تغيير الأجواء، لكن لا طاقة لهم على ذلك، أو أنهم يقترضون من أجل ذلك؟".
وأضاف "ما معنى تخصيص فئة الفنانين بهذه الرحلة؟ ولماذا تلك المجموعة بالذات؟ وما هي معايير الاختيار؟ وهل تم فتح طلب عروض؟ أم أننا سننتتظر أغنية على شاكلة "تسلم الأيادي" المصرية؟ أين كان هؤلاء لما كان أهل الريف يُقمعون ويحرمون من أجواء العيد؟ ماذا فعلوا بخصوص زميلتهم سيليا؟".
ويضم وفد الفنانين المغاربة كلا من الأخوين الغاوي و عضو المجموعة الغنائية "فايف ستار" طارق برداد والمغنية الأمازيغية فاطمة تيحيحيت والمطرب عبد العالي أنور والفنان الكوميدي محمد الخياري، والمغنية المغربية فاطمة الزهراء القرطبي، والمغني الشعبي عبد الله الداودي والفنان خالد بناني، و الفنان الموسيقار والمنتج والموزع المغربي نبيل الخالدي...