بعد أيام من المواجهات التي شهدتها مدينة الحسيمة، والتي خلفت العديد من الإصابات في صفوف المحتجين ورجال الأمن، أطلق نشطاء بارزون في حراك الريف، مقترحا لنزع فتيل الأزمة المستمرة منذ ثمانية أشهر.
وتضمن المقترح الذي جرى تداوله على نطاق واسع بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك "استراحة لمدة 48 ساعة تقررها الجماهير ميدانيًا بداية الشهر، على أن تسقط الهدنة تلقائيًا مع أول حالة اعتقال جديدة".
واعتبر النشطاء أن "الهدنة تتمدد بـ48 ساعة في حالة تجاوب النظام بإخلاء شوارع وأزقة مدينتي الحسيمة وأمزورن، من التواجد الأمني الكثيف ورفع الحواجز، مع ضمان عدم النزول للشارع للاحتجاج المرتبط بالحراك".
ونص المقترح أيضا على "تمديد الهدنة للمرة الثالثة بـ48 ساعة، في حالة إطلاق سراح بعض المعتقلين كبادرة حسن نية، وبعد هذه الخطوات سيكون الباب مفتوحًا لحل شامل، يقوم النظام بصياغته مع قادة الحراك المعتقلين وعلى رأسهم ناصر الزفزافي قائد حراك الريف".
ويوم أمس الأحد انسحبت قوات الأمن من ساحة محمد السادس بالحسيمة، وهي الساحة التي ظلت تعتبر معقلا للاحتجاجات.
وقال الناشط البارز في الحراك المرتضى اعمراشا، في تدوينة نشرها على حسابه في الفايسبوك إن "رفع العسكرة" عن "ساحة الشهداء"، جاء بعد دعوات التهدئة لأجل فتح الطريق أمام حل شامل بمنطق "رابح-رابح".
ودعاإعمراشا شباب المدينة إلى "التحلي بالمسؤولية والحكمة والصبر لأجل إنجاح هذه المبادرة التي لن تنتهي إلا بسراح جميع المعتقلين وتنفيذ الملف المطلبي".
مسيرة الخيط الأبيض
من جانبه أطلق المفكر المغربي عبد الصمد بلكبير، مبادرة تتمثل في تنظيم مسيرة باتجاه مدينة الحسيمة أطلق عليها اسم "مسيرة الخيط الأبيض".
وقال بلكبير في نداء اطلع عليه الموقع إن هذه المبادرة تأتي "لأماً للجراح، ورعيا للكرامة، وتهدئة للأوضاع وللنفوس، واستثمارا لمسيرات الاحتجاجات في الوطن وذلك بتحويلها نحو طريق الحوار الوطني والجهوي الهادئ والمنتج والمحص، وبرعاية من قبل جميع المخلصين والأوفياء للوطن وللوطنية الحقة".
وأوضح القيادي الاتحادي السابق أن تنظيم هذه المسيرة المقترحة يكون بقيادة "الشخصيات الوطنية ذات الثقة والمصداقية من الزعماء والعلماء ورموز المقاومة والمشايخ والأعيان… فضلا عن الهيئات النقابية العمالية والمهنية: القضاة والمحامين والأطباء والمهندسين والصيادلة ورجال الأعمال ونقابة التعليم العالي...".
وأكد بلكبير أن "الاتصالات من أجل إنجاح "خيط أبيض" انطلقت، وهي لذلك تحتاج من جميع المقتنعين بها إلى المبادرة لتأييدها ومساندتها والدعوة إلى تحقيقها في أقرب وقت والمشاركة العملية في مسيرتها".
من جهة أخرى دعت اللجنة المدنية من أجل الريف التي تضم مجموعة من الجمعيات غير الحكومية، والمثقفين والأكاديميين والإعلاميين إلى فتح الحوار بين ممثلي الحكومة ونشطاء الحركة الاحتجاجية المطلبية، وممثلي المجتمع المدني والمنتخبين، مع اعتبار التوضيحات الوزارية السابقة المتعلقة بمشروع "الحسيمة منارة المتوسط" وكامل الملف المطلبي، بمثابة خارطة طريق تترتب عنها التزامات ملموسة.
وأشارت اللجنة إلى أنه "يجب انطلاق مسار تفعيل المطالب ذات الأولوية، والواردة في مطالب الحركة الاحتجاجية المطلبية بالريف، خصوصًا المستشفى والجامعة والتسريع في إكمال إصلاح الطريق التي تربط الحسيمة بتازة".