من أجل إنجاح الوساطة بين حلفائها في مجلس التعاون الخليجي، لا تتردد المملكة المغربية في الإشارة بأصابع الاتهام إلى إيران باعتبارها الخطر الأكبر الذي يتهدد المنطقة. حيث كانت إيران حاضرة بقوة في بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصادر يوم أمس الإثنين.
وكانت وزارة الخارجية المغربية قد أعلنت أنه بأمر من الملك محمد السادس سيتم إرسال طائرات محملة بمواد غذائية إلى دولة قطر، التي تعاني من حصار بري وجوي وبحري فرضته عليها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين.
وحذر بلاغ وزارة الخارجية حلفاء المملكة في الرياض وأبو ظبي والمنامة من "أطراف غير عربية أخرى، تحاول استغلال هذه الأزمة لتعزيز تموقعها في المنطقة والمس بالمصالح العليا لهذه الدول". في إشارة ضمنية إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
قطر ليست عدوا
مع اندلاع الأزمة الخليجية سارعت إيران إلى الحديث عن استعدادها لإمداد قطر بما تحتاجه من مواد غذائية، وأرسلت شحنات أغذية إلى الدوحة، كما أن تركيا أعلنت أنها لن تترك قطر وحيدة وأنها ستقدم لها ما تحتاجه من المواد الغذائية، وسارعت إلى نشر قوات مسلحة في هذه الدولة الخليجية الصغيرة، غير أن بيان الخارجية المغربية كان واضحا في الإشارة بأصابع الاتهام إلى إيران وليس إلى تركيا أثناء حديثه عن "أطراف غير عريبة".
فقد تحدث بلاغ الخارجية عن تضامن المغرب الدائم مع الدول الخليجية، وأشار إلى تضامن المملكة "مع الدول الخليجية الشقيقة في حرب الخليج الأولى"، وهي الحرب التي نشبت بين العراق وإيران (22 شتنبر 1980 حتى 20 غشت 1988)، وللتذكير فخلال القمة العربية التي انعقدت بمدينة فاس سنة 1982، لعب الحسن الثاني دورا أساسيا في إقناع دول الخليج بتقديم الدعم المالي والسياسي لصدام حسين في حربه ضد الخميني.
كما جاء في البلاغ أن المغرب أعرب دائما عن دعمه "لسيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث" وهي جزر طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى التي تحتلها إيران منذ سنة 1971.
وأتى بيان الخارجية المغربية أيضا على ذكر تضامن المغرب مع حلفائه الخليجيين بـ"قطع علاقاته الدبوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تضامنا مع مملكة البحرين" وذلك في شهر مارس من سنة 2009، إثر حديث مسؤولين إيرانيين عن أن البحرين محافظة تابعة لبلادهم.
من جهة أخرى تحدث بلاغ الخارجية عن دعم المغرب لدول الخليج من خلال "مشاركته في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، حيث سقط شهداء مغاربة اختلطت دماؤهم بدماء إخوانهم في الخليج"، وهي الحرب التي قادتها المملكة العربية السعودية إلى جانب عدد من الدول الأخرى ضد جماعة الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران في اليمن.
وبعد ساعات فقط من نشر بلاغ الخارجية المغربية، التقى ناصر بوريطة بمحمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، ونقل له رسالة شفوية من الملك محمد السادس.
وبحسب ما نقل موقع "إيلاف" فإن بوريطة سيتجه من الإمارات إلى الكويت حاملاً رسالة من العاهل المغربي الى أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح، قبل أن يتجه إلى الدوحة، ثم الرياض.