قال الأمين العام لجماعة العدل والإحسان محمد عبادي في حوار مع قناة "الشاهد" الإلكترونية التابعة لجماعته إن العدل والإحسان تؤيد حراك الريف الذي دخل شهره السابع، وتابع أنه "لولا مسؤوليتي في الجماعة لشاركت في حراك الريف، ولكنت إلى جانب المحتجين في الحسيمة، لكن لأن الدولة ستستغل مشاركتي، وستعتبر أن الجماعة وراء الحراك فقد تحاشيت المشاركة".
وذهب في حديثه إلى أن "النظام له حساسية اتجاه الريف منذ المجاهد عبد الكريم الخطابي رحمه الله عز وجل، النظام يتوجس خيفة من هذه المنطقة بهذا الحد بل التجأ إلى سياسة تهجير الشباب حتى لا يكون عنصرا مشوشا، وترك الباب لانتشار زراعة الكيف والاتجار في المخدرات بشكل فاحش وواسع، والبنية التحية مخربة… أمام هذا الوضع لا بد أن ينفجر الناس".
واستبعد أن تستطيع الدولة من خلال نهج المقاربة الأمنية احتواء الاحتجاجات وقال إن هذه المقاربة "لا تزيد النار إلا اشتعالا ولا تزيد الحراك إلا اتساعا"، داعيا الدولة إلى أن تنزل "إلى الشعب وتلبي رغباته ومتطلباته البسيطة".
وأثناء حديثه عن ما وقع بأحد مساجد مدينة الحسيمة يوم 26 ماي المنصرم، قال عبادي إنه في الوقت الذي تنادي فيه "الدولة بعدم تسييس الدين نرى أنها هي التي تسيس الدين وتحنطه وتقولبه في الأشكال التي تريدها، ليصبح الدين في خدمة إديولوجية الدولة".
وأضاف أن الذين يحملون الإسلام "بمفهومه الواسع والشمولي يمنع من منابر المساجد"، وأخلى الرجل الأول في جماعة العدل والإحسان مسؤولية القيادي البارز في حراك الريف ناصر الزفزافي من عرقلة أداء صلاة الجمعة، وأكد أن "الدولة هي من تعطل أداء صلاة الجمعة"، وضرب المثال بما يقع في مسجد أولاد الشيخ بقلعة السراغنة.
وعاد ليؤكد أن الجماعة توجد "وسط الحراك نحن لا نتزعم ونحن لا نتصدر الموقف ولكن نحن مع كل احتجاج على حق".
المغرب على فوهة بركان
من جهة أخرى نبه العبادي إلى أن المغرب يوجد "على فوهة بركان، يتحدثون عن الإصلاح في ظل الاستقرار، الاستقرار لا يكون إلا بالعدل والعدل هو أساس الملك، ومن طبيعة الضغط أن يولد الانفجار، فالمغرب ما يزال يعيش في ظل نظام مستبد جمع السلط كلها في يده".
واسترسل قائلا "على المستوى السياسي هناك ظلم واستبداد باد على جميع المستويات، فعلى المستوى الاقتصادي؛ استحوذ النظام على الثروة، وهناك ثروات مهربة، والمشاريع الاقتصادية يحتكرها ولا يريد أن ينافسه أحد فيها، الشيء الذي نتج عنه الفقر المدقع والبطالة التي تمتد في كل أرجاء المغرب ونتجت عنه الفوارق الاجتماعية؛ فهناك من يفترش الثرى ويلتحف السماء وهناك من يمتلك أكثر من 90 في المائة من ثروات المغرب".
ورأى بأن "أصل الداء هو الاستبداد، هو الحكم المطلق، فإذا أضيف إلى هذه احتواش الثروة فانتظر جميع المآسي والكوارث التي تهلك الأمة وتؤدي إلى خراب المجتمع".