شهد شهر رمضان، العديد من الأحداث في التاريخ الإسلامي، كان أبرزها نزول القرآن الكريم، فقد قال الله تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان".
وكان نزول القرآن والوحي وبداية النبوة في ليلة القدر، فقد قال الله تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة القدر"، وذكر صفى الرحمن المباركفورى فى كتاب الرحيق المختوم أنه "وبعد النظر والتأمل في القرائن والدلائل يمكن لنا أن نحدد يوم نزول الوحى بأنه يوم الاثنين لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلا، ويوافق 10 غشت من سنة 610 ميلادية".
فيما قال عبد المنعم الحفنى، فى كتابه "موسوعة أم المؤمنين عائشة"، إن "مدة وحى المنام أو الرؤيا الصادقة هي ستة أشهر، إلى أن نزل الملاك جبريل في شهر رمضان، وكان النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - في الأربعين، وقرن به جبريل أو إسرافيل، فكان يلقى إليه الكلمة".
وبحسب كتاب "القرآن الكريم وشبهات المستشرقين" لعبد الله خضر حمد فإن "نزول القرآن كان تدريجيا، وبالنتيجة فقد كان نزوله كثيرا، خلافا للتوراة والإنجيل اللذين نزلا دفعة واحدة".
وأوضح كتاب محاضرات في علوم القرآن الكريم لمحمود أحمد غازي أن "شهر رمضان المبارك يبدو أن له علاقة خاصة بنزول القرآن الكريم. وهناك حديث مشهور روي في كتب السنة يفيد أن التوراة والزبور والإنجيل أيضا أنزلت في شهر رمضان. وقياسا على هذا يمكن القول بأن سائر الكتب السماوية الأخرى ربما نزلت في رمضان أيضا".
أول ما نزل من القرآن
كان أهل مكة في الجاهلية يعبدون الأصنام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينكر عليهم ذلك، ولم يعبد الأصنام أبدا، وكان يذهب إلى غار حراء في في جبل النور ، وكان هذا الجبل في أقصى مكة، حيث يمكنك من خلاله رؤية الكعبة.
وكان صلى الله عليه وسلم يلجأ إلى الغار كي يتأمل في خلق الله وعظمة قدرته، وكان يفكر كيف يعبد ربه، وهو ما كان يصيبه بحيرة كبيرة إلى أن نزل عليه جبريل عليه السلام، وهو في الغار فقال له جبريل كما جاء في صحيح البخاري: "اقرأْ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ما أنَا بِقَارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتى بلغَ مني الجَهدَ، ثم أرسلنِي فقالَ: اقرأْ، قلتُ: ما أنَا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانيةَ حتى بلَغَ مني الجَهدَ، ثم أرسلَني فقالَ: اقرأْ، قلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخذَنِي فَغَطَّنِي الثَالِثَةَ حتى بلَغَ مني الجَهْدَ، ثمَّ أرسلَنِي فقالَ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ"
بعد ذلك أسرع عليه الصلاة والسلام، "إلى بيته تظهر عليه علامات الفزع، وقص لزوجته خديجة كل ما حدث وجسده يرتجف من هول الموقف، فطمأنته خديجة رضي الله عنها".