قال القيادي السابق في جبهة البوليساريو مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الذي أبعدته الجبهة الانفصالية قسرا إلى موريتانيا أواخر سنة 2010 دون عائلته، بعد إعلانه عن مساندة مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل قضية الصحراء، (قال) في تصريح لموقع يابلادي في تعليق منه على القرار الأممي رقم 2351 حول الصحراء الغربية إ‘ن:
"تقرير الأمين العام و لو أنه ثمرة مجهود الأمين العام السابق و مبعوثه الشخصي، إﻻ أنه كاد يسمي اﻻشياء بمسمياتها فيما يخص جوهر المشكل الذي هو سياسي بالدرجة اﻻولى، و نلمس ذلك من خلال حجم و ثقل و مكانة المسئولين الجزائريين الذين التقاهم و تباحث معهم اﻻمين العام للأمم المتحدة و مبعوثه الشخصي، و يفهم من ذلك ان الإدارة الأممية بدأت تتجه نحو تشخيص للنزاع على انه مغربي جزائري بدرجة أولى".
وبخصوص التوصيات التي جاءت في القرار الذي صوت عليه أعضاء مجلس الأمن بالإجماع قال مصطفى سلمى إنها لم "تخرج في شقها السياسي عن المألوف فقد كررت نفس مطلب التفاوض حول حل سياسي يرضي جميع اﻻطراف و بشكل أوضح من السابق بتحديد أن التفاوض مطروح على شكل و مضمون تقرير المصير، و هذا التنصيص يستبعد حل اﻻستقلال الذي تطالب به البوليساريو و الجزائر".
وفي تعليقه على انسحاب جبهة البوليساريو من منطقة الكركررات بشكل مفاجئ قال القيادي السابق في جبهة البوليساريو "كل المتابعين كانوا يعلمون أن الانسحاب سيحصل حتما"، وأضاف "إﻻ أن الطريقة والتوقيت الذي حصل فيه أظهر غباء قيادة البوليساريو و العسكر الجزائري الذي يفكر لهم".
وأوصح أنه في الوقت الذي "ربح المغرب من انسحابه على جميع المستويات، مما جعله يدخل معترك أبريل بأريحية، وجدت البوليساريو نفسها في وضع ﻻ تحسد عليه. فهي لم تستطع المحافظة على المكسب المؤقت الذي حصلت عليه بوصول جنودها الى المحيط اﻻطلسي بعد ربع قرن. و لم تحقق من انسحابها الذي جاء على شكل فرار غير مجرد تجنب الإدانة الدولية".
ورأى مصطفى سلمى أن المغرب ربح "من توريط البوليساريو في كيلومترات الكركرات، أن اجتاز ما تبقى من فترة بان كي مون الذي أظهر في آخر عهدته عداء للمغرب، ثم حصوله على ثقة اﻻمين العام الجديد باستجابته السريعة لندائه باﻻنسحاب من الكركرات، بينما خسرت البوليساريو كل ما بنته في عهد بان كي مون، و خسرت معه ما تبقى من معنويات شارع المخيمات بفرارها من منطقة كانت حتى اﻻمس تسميها أراضي محررة".
خط الشهيد: قيادة البوليساريو تواصل الكذب على اللاجئين
من جانبه أصدر تيار خط الشهيد المعارض لقيادة جبهة البوليساريو بيانا اطلع موقع يابلادي على نسخة منه، رأى فيه أن أهم ما جاء في القرار "هو تاكيد إنسحاب القيادة من الكركرات"، وأضاف أن قيادة جبهة البوليساريو ارتبكت "نظرا لهذا الموقف المعارض لما كانت تعبئ عليه الشعب طيلة شهور طويلة وان الكركرات مناطق محررة وانها خط أحمر".
وجاء في البيان أيضا أن قيادة البوليساريو وفي تبريرها للانسحاب من منطقة الكركرات خرجت "بكذبة جديدة كعادتها وهي أنها لم تنسحب من الكركرات وإنما قامت بعملية إنتشار لقواتها؟ عملية إنتشار في منطقة لا تتعدى 5 كلمترات، وهذا في المفهوم الأكاديمي العسكري لا وجود له". وأوضح تيار خط الشهيد
"أن الأمر يتعلق بانسحاب صامت من الكركرات، لكن الخشية من غضب الشارع الصحراوي فرض على القيادة تسويق مصطلح إعادة الإنتشار لتمرير النكسة بطريقة يتقبلها الرأي العام الوطني، على عادتها في الكذب علينا طيلة اكثر من 26 سنة من وضعية اللاحرب واللاسلم".
وعن دعوة مجلس الأمن الدولي طرفي لنزاع للدخول في جولة جديدة من المفاوضات رأى خط الشهيد أن "الشعب الصحراوي" سيدخل في "مسلسل من المفاوضات العبثية وتحت مخدر جديد اسمه "اعادة الانتشار" لخداع القاعدة الشعبية".
ورأى التيار الذي يقوده المحجوب السالك أنه وسط "الخيبة من الأمم المتحدة علينا الحديث بواقعية والاعتراف بمحدودية خيارات القيادة الصحراوية التي يخدمها الوضع الحالي أكثر من أي وقت مضى . واقع يضمن لها بقاء امتيازاتها الشخصية ويمنح مشاريعها التنموية في تندوف وازويرات وإسبانيا وغيرها من ارض الله الواسعة، يمنحها أريحية أكثر طالما لم يمسها التأميم أو تطالها أزمة انهيار سعر الدينار الجزائري".