اجتمع يوم أمس الأربعاء مسؤولون في 68 دولة، في العاصمة الأمريكية واشنطن، من أجل الاتفاق على الخطوات المقبلة في سبيل هزيمة تنظيم داعش، وذلك في أول اجتماع من نوعه للتحالف العسكري ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة منذ فوز دونالد ترامب بالرئاسة العام الماضي.
ومثل المغرب في هذا الاجتماع المغلق، الوزير المنتدب في الخارجية ناصر بوريطة، ما يدل على الأهمية التي توليها الرباط للعلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
وألقى وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيليرسون، كلمة أمام وفود الدول الحاضرة، وطلب من المشاركين في الاجتماع تقديم المزيد من الدعم المادي واللوجستي، في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش.
وشدد المسؤول الأمريكي على أن بلاده "توفر اليوم 75 في المائة" من المساعدات العسكرية للتحالف الذي يقاتل التنظيم في كل من العراق وسوريا. وأضاف تليرسون:
"من الواجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تقوم بدورها. لكن الظروف على الأرض تتطلب من الدول الأعضاء في الحلف بدل مجهودات أكثر. أتوجه بالطلب لكل بلد من أجل دراسة كيفية المساعدة في تحقيق الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك المساعدات العسكرية والمالية".
وأضاف تيلرسون "أعلم أن هناك الكثير من التحديات الملحة في الشرق الأوسط، لكن هزيمة "داعش" هي هدف الولايات المتحدة رقم واحد بالمنطقة"، وتابع بالقل إن المكاسب العسكرية التي تحققت مؤخرا في العراق وسوريا حولت قوة الدفع لصالح التحالف.
ومضى قائلا "نحن كتحالف ليست مهمتنا بناء الدول أو إعادة إعمارها"، مشيرا إلى أنه يجب تركيز الموارد على منع انتعاش تنظيم "داعش"، وتمكين المجتمعات التي مزقتها الحرب لإعادة الإعمار.
حديث وزير الخارجية الأمريكي لم يكن مفاجئا، فقد سبق لوزير الدفاع الأمريكي الجنرال جيمس ماتيس، أن تقدم بنفس الطلب في العاصمة البلجيكية بروكسيل، للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.
تماما مثل البلدان الأخرى الأعضاء في التحالف الدولي ضد داعش، المغرب معني بطلب الإدارة الأمريكية. طبعا موقف المغرب من الطلب الأمريكي يضع في الحسبان المصالح الاستراتيجية للمملكة، وخصوصا قضية الصحراء، إضافة إلى التواجد المغربي في منطقة غرب إفريقيا، وهي المنطقة التي تطرق إليها تيليرسون في كلمته.