بعد وساطته الناجحة في غامبيا، هل سيدخل الرئيس الموريتاني على الخط في قضية الكركرات؟ فقد تحدث موقع "الأنباء" الموريتاني عن انتقال قائد أركان الجيش الموريتاني الجنرال محمد ولد غزواني إلى أقصى شمال البلاد، حيث يقضي الرئيس الموريتاني هناك إجازته، وبحسب الموقع ذاته فإن ولد عبد العزيز يريد استغلال تواجده بالقرب من مقر قيادة جبهة البوليساريو "في عقد لقاءات بعيدة عن الأضواء مع زعيم الجبهة ابراهيم غالي لتجنيب موريتانيا مخاطر مواجهة قد تكون وشيكة بين المملكة المغربية والبوليساريو في ظل تصاعد التوتر غير المسبوق بالكركرات".
وتخشى موريتانيا من عواقب تجدد المواجهات المسلحة بين المغرب وجبهة البوليساريو، في منطقة الكركرات والتي لا تبعد سوى بضع عشرات الكيلومترات من مدينة نواديبو التي تعتبر العاصمة الاقتصادية للبلاد وبوابة موريتانيا على شمال إفريقيا، فبالإضافة إلى الآثار الأمنية المحتملة فالاقتصاد المحلي للبلاد سيتأثر بحكم أن موريتانيا تشكل معبرا للتجارة بين المغرب ودول غرب إفريقيا، فضلا عن أن الشاحنات المغربية التي تمر بالأراضي الموريتانية تدفع الضرائب عند مدخل مدينة نواديبو.
ولد عبد العزيز يبحث عن دور في إفريقيا
ومع تراجع شعبيته داخليا، فإن أي وساطة ناجحة في منطقة الكركرات، قادرة على منح الرئيس الموريتاني فرصة لتأكيد نفوذه في القارة السمراء.
وللتذكير فقد سبق للرئيس الموريتاني أن نجح رفقة الرئيس الغيني ألفا كوندي، في وساطة الفرصة الأخيرة في غامبيا، والتي أسفرت في يناير الماضي عن قبول الرئيس الغامبي يحيى جامع التنازل عن السلطة، في الوقت الذي كانت فيه قوات عسكرية مشكلة من المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا تستعد للتدخل في البلاد.
وما يعزز نجاح الرئيس الموريتاني في مهمته، هو تمتعه بعلاقات جيدة مع طرفي النزاع، فبعد توتر في العلاقات مع الرباط استمر لسنوات، بدأت الأمور تعود إلى نصابها بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الحكومة المغربي عبد الإله بنكيران إلى نواكشوط، كما أن الرئيس الموريتاني يتمتع بعلاقات جيدة مع جبهة البوليساريو، فقد شهدت فترة حكمه تبادل الزيارات والرسائل بشكل ملحوظ بينه وبين قادة الجبهة الانفصالية.
بالإضافة إلى كل هذا، فعبد العزيز هو القائد الوحيد في المنطقة، الذي يمكنه لعب دور الوسيط، وفي حال نجاحه في ذلك فإن أسهمه سترتفع داخليا، خصوصا وأن اقتراحه لتعديل دستور البلاد يواجه بالرفض من المعارضة.
فمع بداية ابتعاد حلم الفترة الرئاسية الثالثة عن ولد عبد العزيز، بدأت الصحافة الموريتانية تتحدث عن سيناريو مماثل لذلك الذي شهدته روسيا بين ميدفيديف وبوتين، حيث يتم الحديث عن إمكانية تكليف شخصيات مقربة منه ومنها ولد الغزواني بتبادل الأدوار معه، في انتظار عودته إلى رئاسة البلاد من جديد.