عبر محمد جميل ولد منصور، رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الذي يعتبر أكبر حزب إسلامي في موريتانيا، في حوار أجراه مع وكالة "الأناضول" التركية عن عدم رضاه عن أداء الدبلوماسية الموريتانية، في ظل الأزمة مع المغرب والسنغال، وقال إن "الأداء الدبلوماسي أغلبه يظهر عليه الفشل والارتباك، ويدخل البلاد في مشكلات كانت في غنى عنها".
وأضاف منصور، القيادي بالمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (أكبر تكتل للمعارضة يضم 14 حزباً)، أنه "رغم معارضتنا للنظام، نود أن يكون أداء بلادنا الخارجي دائماً جيدًا، وأن تكون سمعتها طيبة".
وتمر العلاقات بين المغرب وموريتانيا بتوتر صامت منذ سنوات، إذ أن الحكومة الموريتانية لم تعين سفيرا جديدا في المغرب بعد تقاعد السفير السابق محمد ولد معاوية سنة 2012، حيث أرجع مراقبون الأمر إلى توتر غير معلن في العلاقات بين البلدين، في ضل غياب مبررات أخرى.
وعلى صعيد آخر وحول الأزمات والانشقاقات التي تشهدها بعض الأحزاب الإسلامية في العالم العربي، رأي السياسي الموريتاني المعارض، أن "ظاهرة الانشقاقات والتعدد في التنظيمات ذات التوجه الإسلامي، ليست جديدة، وتعبّر عن مستويات من التباين واختلاف زوايا النظر للأمور، وليست أمرا غيبياً، المهم إدارة هذه الاختلافات بحكمة والعودة للوحدة كلما اقتنعوا أن أسبابها تجتمع".
وأضاف "بعد وحدة أهل المغرب منذ زمن، تأتي اليوم الوحدة على مستوى أهل الجزائر في كتلتين إسلاميتين كبيرتين، لعل ذلك مؤشر أنهم فهموا أن الاختلاف في الاجتهاد والتقدير لا ينبغي أن يؤدي إلى تعدد التنظيمات، لأنه كلما توحد الجهاز وكان ديمقراطياً في داخله، يستوعب كل الآراء والاقتراحات على نحو شورى وديمقراطي، حينها سيعرفون كيف يديرون خلافاتهم".
وبخصوص الشأن الداخلي الموريتاني نفى ولد منصور وجود اتصالات أو لقاءات سرية بين أحزاب المعارضة والحكومة الموريتانية، بغية إطلاق حوار سياسي جديد، مؤكدا مقاطعة المعارضة للتصويت المرتقب على التعديلات الدستورية المقترحة من الحكومة.
وأوضح أن المعارضة قدمت للسلطات الحكومية وثيقة أسمتها "عريضة المنتدى"، تتضمن رؤيتها لأي حوار سياسي، مبدياً استعداد المعارضة للحوار حول الوثيقة في أي وقت.