أكد رئيس الحزب الحاكم في موريتانيا سيدي محمد ولد محم بحسب ما نقل موقع "الأخبار" الموريتاني، أن العلاقات بين المغرب وموريتانيا وصلت إلى الحضيض، وإنه يكاد لا يكون هناك تمثيل دبلوماسي بين البلدين.
وأضاف المسؤول الموريتاني أن بلاده لا تتحمل أي مسؤولية في التوتر الحاصل، مضيفا "نحن لم نسيء يوما إلى المغرب، لم نتخذ من أرضنا منبرا ولا موطئ قدم للإساءة للمغرب، ولا يوجد معارضون مغاربة ولا مسلحون يهددون سلامة وأمن المغرب".
وزاد قائلا إن تصريح الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط الذي تحدث فيه عن "مغربية موريتانيا" كان القشة التي قسمت ظهر البعير "باعتبار أنها مست صميم الصميم في العلاقات، لأنه تحدث عن الحدود التاريخية وعن أشياء من هذا النوع".
وتابع "في النهاية نحن لا نملك سوى هذه الأرض، وبالإمكان أن نقدم الكثير من التنازلات للأشقاء المغاربة، لكن لا يمكن أن نقدم تنازلات لهم عن أرضنا، وعن ذاتنا. وبالتالي لا نملك ما نتنازل عنه في هذا الصدد".
ورأى السياسي الموريتاني أن بناء علاقة مع المغرب "يجب أن لا ينظر إليه من زاوية علاقتنا مع الجزائر أو البوليساريو، هذه العقدة في العلاقات يجب أن تزول، لأن علاقتنا مع الأشقاء في المغرب، يجب أن تبنى على أسس مصالح متبادلة وعلى أسس الوشائج والقرابة والعلاقات التاريخية".
ولفت ولد محم إلى أن "الإخوة المغاربة دائما ينظرون إلى علاقاتهم مع موريتانيا من زاوية مستجدات علاقاتنا مع الجزائر ومع البوليساريو، الموضوع يجب أن يتجاوز هذا. العلاقات المغربية الموريتانية يجب أن تبنى على أسس صحيحة، بناء على ما يربط الشعبين والدولتين، بعيدا عن مؤثرات الجوار الأخرى، وبعيدا عن موقفنا وعلاقتنا مع الجزائر، وعن مستوى العلاقات بيننا وبين البوليساريو وحتى السنغال، هذه كلها مؤثرات يجب أن نبتعد عنها، ويجب أن نتحاسب فيما بيننا".
وأكد أن بلاده بعيدة عن الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو، وأنها لم تسهل مأمورية وصول زعيم البوليساريو إلى المحيط الأطلسي، كما نقلت ذلك وسائل إعلام مغربية، موضحا أن زعيم البوليساريو "لا يحتاج إلى تسهيلاتنا، هناك معابر كثيرة للصحراويين بكل من (ميجك اكلبيات الفولة اغوينيت البئر لحلو) بالتالي لسنا طرفا في هذه القضية، وفي هذا النزاع، نحن محايدون ولن نسيء إلى أطراف هذا النزاع، نحن جادون في حيادنا تجاه هذا النزاع، وفي نفس الوقت مصرون على بناء علاقات متوازنة مع كل الأشقاء والأهل، وعليهم أن يجربوا هذه الإرادة".
وختم كلامه قائلا "أعتقد أنه آن الأوان أن تفتح صفحة جديدة في علاقتنا، ومتأكد جدا من خلال معرفتي بالإرادة السياسية لبلادي أن الإخوة في المغرب لن يقطعوا أية خطوة باتجاه الدفع إيجابيا بالعلاقات بين البلدين إلى الأمام إلا قابلناها بخطوتين، وبالتالي هذا هو التعبير الحقيقي للإرادة السياسية الموريتانية، لكن في نفس الوقت لن نكون الرقم السهل في المعادلة، ولن نقبل أبدا أن تكون رغبتنا في الحوار وبناء علاقة مع أشقائنا على حسابنا".