انتقد رئيس زيمبابوي روبيرت موغابي زعماء الدول الإفريقية، بعد موافقتهم على انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، خلال القمة 28 للاتحاد التي احتضنتها العاصمة الإثيوبية إديس أبابا نهاية الشهر المنصرم، ووصفهم بأنهم "عديمو المبادئ" وبأنهم "تساهلوا مع انضمام المغرب للمنظمة القارية".
وقال موغابي فور وصوله إلى مطار هراري عاصمة الزيمبابوي قادما من إثيوبيا، في تصريح لوسائل الإعلام، إن القادة الأفارقة "ليست لديهم أسس إيديولوجية" وأعرب عن خيبة أمله من النتائج التي أسفرت عنها القمة الأخيرة للاتحاد الإفريقي.
وتابع موغابي البالغ من العمر 92 سنة، ويحكم بلاده بقبضة من حديد منذ سنة 1987، بأن القادة الأفارقة "لا يملكون الخبرة الثورية، كما نملكها نحن، كما أنهم يكثرون من الاعتماد على المستعمرين السابقين".
وتعهد باستمرار دعمه لجبهة البوليساريو، وقال "سنواصل القتال حتى نرى جميعا تخلي المغرب عن استعماره للصحراء الغربية" على حد قوله.
وحاول رئيس زيمبابوي الذي كان إلى جانب كل من جنوب إفريقيا والجزائر وناميبيا وبوتسوانا، من أشد معارضي عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، تبرير فشله رفقة حلفائه في عرقلة عودة المغرب إلى المنظمة القارية، بالقول إن المغرب أثر على قرار العديد من الدول عن طريق الأموال.
وقال "المغرب يعمل منذ فترة طويلة، من خلال بناء المساجد، وإعطاء المال في بعض الأحيان، اللعبة لم تنته بعد، سنقاتل حتى النهاية".
وأنهى موغابي حديثه قائلا "هذه ضربة قاصمة للبعض منا، نحن نؤمن بالقوانين والقيم، ولطالما أردنا المملكة المغربية أن تقر باحتلالها لأرض دولة أخرى".
ويأتي موقف روبيرت موغابي، مطابقا للموقف الذي أعلن عنه حزب المؤتمر الوطني الافريقي، الحاكم في جنوب إفريقيا، والذي تأسف لقبول طلب المغرب الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي.
ورأى الحزب الذي يحكم البلاد منذ سنة 1994، أن "هذا القرار يمثل انتكاسة كبيرة لقضية الشعب الصحراوي والسعي من أجل تقرير المصير والاستقلال في الصحراء الغربية".
وجاءت مواقف زيمبابوي وجنوب إفريقيا، مخالفة لتلك التي أعلنت عنها كل من جبهة البوليساريو والجزائر اللتان حاولتا تصوير انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي بأنه "انتصار للقضية الصحراوية" على حد تعبيرهما.