استقبل الرئيس الزامبي أدجار شاجوا لونجو نهار اليوم الاثنين، في مقر الرئاسة في العاصمة لوساكا، زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي، وأجرى معه محادثات ثنائية، بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية زامبية.
ذات المصادر تحدثت عن محاولة الرئيس إدغار ونجو "إصلاح الخطأ الذي سقطت في الدبلوماسية الزامبية السنة الماضية حين أعلنت عن سحب اعترافها بالجمهورية الصحراوية، و قطع علاقاتها الدبلوماسية معها".
ونقل موقع "لوساكا تايم" الزامبي عن مصادر دبلوماسية، أن تغيير موقف زامبيا من جبهة البوليساريو، يعود إلى الضغوط التي مارستها عليها بعض دول "مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية" المعروفة اختصارا بـ"سادك" والتي تعد زامبيا عضوا فيها، وخاصة جنوب إفريقيا وزيمبابوي.
يذكر أن زامبيا كانت من بين الدول الـ 28 التي وقعت في شهر يوليوز الماضي على ملتمس يدعو إلى تعليق مشاركة "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" في أنشطة الاتحاد الإفريقي وجميع أجهزته.
وكان من المنتظر أن يزور الملك محمد السادس هذا البلد الواقع جنوب القارة الإفريقية في شهر نونبر الماضي، وتم تأجيل الزيارة إلى شهر دجنبر قبل أن يتم الإعلان عن تأجيلها إلى أجل غير مسمى.
زامبيا واللعب على الحبلين
تاريخيا، اعترفت زامبيا بـ"بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، في 12 أكتوبر سنة 1979، وذالك في عهد أول رئيس لزامبيا كينيث كاوندا الذي حكم البلاد خلال الفترة بين 1964 و 1991، والذي يعد أول رئيس إفريقي زار مخيمات تندوف، وبقيت زامبيا منذ ذلك الوقت وتعترف بـ"جمهورية" البوليساريو إلى حدود سنة 2011، حيث قررت سحب اعترافها بـ"جمهورية" البوليساريو غير أن هذا القرار بقي غامضا.
ففي شهر فبراير من السنة الجارية، استقبل الرئيس الزامبي أدجار شاجوا لونجو، إبراهيم السالم بوسيف بمقر الرئاسة بالعاصمة لوساكا، حيث سلمه أوراق اعتماده كـ"سفير للجمهورية الصحراوية" لدى زامبيا، وقال الرئيس الزامبي خلال اللقاء إن موقف بلاده من قضية الصحراء يتطابق مع "موقف الاتحاد الإفريقي الداعي إلى تصفية الاستعمار من القارة الإفريقية".
وعادت زامبيا في شهر يوليوز الماضي لتعلن سحب اعترافها بـ"جمهورية" البوليساريو، وذلك على لسان وزير خارجيتها هاري كالابا الذي قال أثناء زيارته إلى الرباط إن بلاده "قررت سحب اعترافها بالجمهورية الصحراوية المزعومة وقطع علاقاتها الديبلوماسية مع هذا الكيان الوهمي".
غير أنه وبعد مرور ثلاثة أشهر فقط على هذا القرار عادت زامبيا للعب على الحبلين، من خلال استقبال "وزير خارجية" البوليساريو، محمد سالم ولد السالك، من قبل الرئيس أدجار شاجوا لونجو، الذي أعلن بعد ذلك أن "زامبيا ترغب في الحفاظ على علاقاتها بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والمملكة المغربية بما يشجع طرفي النزاع على الحوار والتفاوض من أجل التوصل إلى حل نهائي للقضية الصحراوية".