أكد أحمد الريسوني الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح وعضو المكتب التنفيذي للحركة حاليا، في حوار خص به موقع "عربي 21" أن "هناك من يعرقلون المسار كله، ويعرقلون الديموقراطية، والانتخابات النزيهة، والمؤسسات الشرعية المنتخبة"، هولاء "لا يمكن التفاهم معهم على هذا المنكر الكبير". وأكد أن حركة التوحيد والإصلاح لا تشتغل في السياسة، غير أنها بحسبه معنية بتقدم المسار الديمقراطي.
وأوضح الريسوني الذي يشغل كذلك منصب نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن قابلية الحركة وحزب العدالة والتنمية "للتعايش والتحاور والتنازل.. يجب أن تكون في حدود أننا نسير.. نسير إلى الأمام". وأضاف "الآن نحن عندنا ما يسمى بالتحكم في الإعلام وفي السياسة، وما يسمى بالدولة العميقة في العديد من الدول، هناك من يعرقلون المسار كله، ويعرقلون الديموقراطية، والانتخابات النزيهة، والمؤسسات الشرعية المنتخبة، هؤلاء لا يمكن التفاهم معهم على هذا المنكر الكبير".
وأضاف "لذلك نعتقد أنه لحد الآن من حيث الأصل، فالحزب إذ يتدافع مع الرافضين للإصلاح، هذا يجب أن يقع ويجب أن يستمر، لا هوادة فيه ولا تنازل عنه، لكن هذا لا يمنع من التحاور واللقاء والتفاهم في المشترك فيه والتقارب ما أمكن، هذا كل ما هناك".
وأتى الريسوني خلال الحوار على الحديث عن حزب الأصالة والمعاصرة، وقال إن هذا الحزب انتهى مضيفا "لا أظن أن هذا الحزب سيحيى أو سينتعش بمجرد أن صافحناه أو عانقنا رئيسه، الأمور ليست بهذه الكيفية، هذا الحزب يتوقع الكثيرون أن مآله التفكك وأن ينتهي دوره، ولكن في جميع الحالات حتى إذا انتهى دوره بهذا الشكل، سيعاد تشكيله في شكل آخر".
وزاد قائلا "هذه سياسة مدعومة من جهات لا يعلن عنها ولكن نرى آثارها، ولكن في جميع الحالات هذا الحزب باعتباره حزبا، أو بأشخاصه القياديين أو بأشخاصه الذين جمعوا له من أنحاء البلد، في النهاية يبقون مغاربة لهم حضور ولهم تأثير التواصل معهم أفضل من عدمه".
وقال "منذ ما قبل تأسيس هذا الحزب الذين أسسوه ومهدوا له كانوا يقولون إنهم جاءوا ليوقفوا زحف التمدد الأصولي وما إلى ذلك، إذن فهذا الحزب نشأته رافقها هذا الهدف، وعمليا لا جديد في قوله الأول لكن دعوته إلى المصالحة فهذا شيء جديد بخلاف ما عهد فيهم طبعا ما زالت هذه الدعوة محط نقاش بين المثقفين والسياسيين محل ترحيب من قبل البعض ومحل تشكك من البعض".
وبخصوص موقف حركة التوحيد والإصلاح قال "ليس لنا موقف حتى نناقش هذه المسألة ويكون لنا موقف، الحزب يبدو معرضا عنها".
وختم قائلا "لكن أنا أرى أن كل من مد يده للتقارب أو التفاهم أو التحاور، يجب أن يستجاب له وحينئذ تظهر الشكوك وتظهر النوايا وتظهر حدود مصداقية هذه الدعوات.. في نظري أنا من هذا الشخص أو غيره يجب أن يستجاب فنحن الحزب أو الحركة نمد أيدينا لجميع الأحزاب، التي عادتنا من يسارية، ومن مسؤولين في وزارة الداخلية إذن فلا ينبغي أن نستثني أحدا.. فالتحاور والوئام يجب أن يستجاب له دائما".