القائمة

interview_1

فتح الله أرسلان : الانتخابات مجرد مهرجان فلكلوري ينتج حكومة لا تحكم [حوار]

تعتبر جماعة العدل والإحسان من أكبر التنظيمات في المغرب التي ترفض المشاركة في الانتخابات وتدعو لمقاطعتها، فهذه الجماعة لها موقف ثابت من الانتخابات منذ تأسيسها.

أجرينا في موقع يابلادي حوارا مع فتح الله أرسلان نائب الأمين العام والمتحدث الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، وكان لنا معه حديث عن الانتخابات التشريعية المقبلة، وعن نظرة الجماعة لتجربة قيادة حزب العدالة والتنمية للحكومة...

نشر
فتح الله أرسلان إلى جانب محمد عبادي الأمين العام لجماعة العدل والإحسان
مدة القراءة: 3'

كيف تنظرون في جماعة العدل والإحسان للانتخابات التشريعية المقبلة؟

الانتخابات القادمة لا تختلف عن الانتخابات التي سبقتها، ونعتبر بأنها مهرجان فلكلوري ينتج عنه ما نتج عن الانتخابات التي سبقته، طالما أن المنافسة بين الأحزاب ليست من أجل الحكم ولا من أجل تطبيق البرامج، بل هي من أجل حكومة واجهة وبرلمان لا يشرع حقيقة، الذي يحكم حقيقة ليست الحكومة وهذا تجلى واضحا في تصريحات المسؤولين بما فيهم رئيس الحكومة والوزراء أيضا.

إذا المنافسة في الانتخابات من أجل ماذا؟ يظهر لنا أنها مجرد عبث، وفي كثير من الأحيان هي من أجل الوصول إلى مناصب أو تحقيق مكاسب شخصية، أكثر منها تحقيق مكاسب للشعب.

إلى متى ستبقى الجماعة مقاطعة للانتخابات؟

مشكل الانتخابات، لا يتلخص في مشكل مشاركة جماعة العدل والإحسان من عدمه، بل إن مشكل الانتخابات واقع يجمع عليه الجميع، فمباشرة بعد انتهاء الانتخابات نسمع الطعن فيها، ونسمع الحديث عن المال الفاسد، ونسمع عن التحكم، ونسمع عن كل هذه الأشياء التي نقولها الآن.

وكل هاته الأشياء لا تقولها جماعة العدل والإحسان، بل هناك إجماع حولها تقريبا. المصالح الخاصة والشخصية هي التي تدفع للمشاركة، نحن لا نريد أن نسوق الوهم للشعب نريد أن نكون منطقيين مع ما نقول ومع ما هو موجود.

الأشياء التي نقولها وقلناها الواقع صدقها، لماذا سنتخلى عن أشياء صدقها الواقع ويعترف بها الجميع، الذي يجب أن يغير هو الذي تتعارض شعاراته مع ما هو موجود في الواقع.

ما هو تقييمكم لأداء حكومة بنكيران الذي تتقاسمون معه نفس المرجعية؟

المشكل في نظرنا ليس مشكل حكومة بنكيران أو أية حكومة، نحن نرجع الأمر إلى أصله، هذه الحكومة أو غيرها لا تحكم، والذي لا يحكم حقيقة لا يحاسب، وتحاسب الحكومة التي ليست لها الصلاحيات الحقيقية التي تمارس من خلالها الحكم.

المفروض أن الأحزاب تتعاقد مع المواطنين على أساس برامج، هذه البرامج تدوب حينما تتشكل الحكومة من فسيفساء من مجموعة من الأحزاب من اليسار والوسط واليمين لا يجمعها تصور موحد ولا إيديولوجيا موحدة، كما أن هذه البرامج التي تطرح وتناقش في البرلمان ويقع حولها الشد والجذب، لا يطبق منها شيء، ونسمع بأن الخطاب الملكي هو الذي يحدد التوجهات والسياسة العامة، ونسمع وزراء بما فيهم رئيس الحكومة يتكلمون عن اختيارات صاحب الجلالة وسياسة صاحب الجلالة، فإذن هذه أشياء لا تبشر بالخير وتضع الناس في تناقضات صارحة نحن نربأ بأنفسنا أن ندخل فيها.

يتهمكم البعض بالترويج لخطاب جامد لا يتفاعل مع المتغيرات...

خطاب الجماعة يتغير ويصف الأشياء بما هي حقيقة، الذي تغير في المغرب هي الأشكال لكن الواقع ظل على حاله، مازال المنطق المخزني هو المتحكم وهو المسير، ومازال المخزن يحدد الخريطة السياسية فإذن الذي يجب أن يغير هو الطرف الآخر.

أنتم في جماعة العدل والإحسان لا تتفاعلون مع المتغيرات، مثلا لم نسمع حديثا للجماعة بخصوص التطورات الأخيرة لقضية لصحراء؟

تكلمنا كثيرا في قضية الصحراء وكنا من الأوائل الذين تكلموا بالصراحة المطلقة في هذا الموضوع، وعندما يقع تطور في هذا الملف، نؤكد على موقفنا من هذا الأمر ونؤكد على عدم اتفاقنا مع طريقة تدبير الملف، ونقول إن المآلات التي آلت إليها القضية، هي بسب سوء التدبير.

ونحن وغيرنا لم نشرك لا في تدبير الملف ولا في تحديد توجهاته...، لم يتم إشراك الأطراف السياسية الموجودة في البلاد، كما لم يتم إشراك الشعب في هذه القضية التي هي أساسية ومحورية بالنسبة للمغاربة كما يقول الجميع، بالمقابل نرى أن هناك قرارات تتخذ من فوق ويطلب من الجميع أن يصفق ويزغرد ويذهب مع الجوقة، ونحن نقول بأن الوقت الآن لم يعد يسمح بذلك.