وقال ابن دعماش في تصريح خص به موقع "العين" الإماراتي، إن الأسباب التي دفعت بالجزائر إلى المبادرة بتصنيف بعض الأنواع الفنية ضمن التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو، تتعلق برغبتها في الترويج لثقافتها الموسيقية عالميًّا، والاستفادة من الدعم الذي تقدمه المنظمة بالنسبة للأنواع المصنفة.
وتحدث المسؤول الجزائري عن فن "الراي" وقال إن جذوره جزائرية "خالصة ترجع إلى القرن التاسع عشر، وهي تعد جزءًا من التراث الشعبي الذي تطور على مرّ الزمن ليقتحم في العشرين سنة الأخيرة أسوار العالمية".
وأكد أن تقديم الجزائر ملفًا لليونيسكو لتصنيف الراي، ليس له علاقة إطلاقًا بما يثار في رغبة المغرب في ذلك أيضًا؛ لأن الجزائر مطمئنة –حسبه- إلى انتماء هذا النوع الفني إلى تراثها وهي تمتلك كل الأدلة والشواهد التاريخية التي تؤكد ذلك.
كما نفى ابن دعماش، أن تكون بلاده قد دخلت في أي صراع مع المغرب في هذا الشأن، مشيرًا إلى أن شعوب المنطقة واحدة ومنفتحة على بعضها وهي تتداول تراثًا مشتركًا، يجعل الأغاني الجزائرية تتردد في المغرب، كما هي الأغاني المغربية التي تغرد في الجزائر.
وتأتي تصريحات ابن دعماش التي تنفي وجود أي تخوف من تقديم المغرب لملف إلى اليونسكو من أجل تصنيف فن "الراي" ثراثا مغربيا، رغم أنه سبق لوزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، أن قال قبل أيام في تصريحات إعلامية إنه من حق أي جزائري أن يغار على موروثه الثقافي.
واتهم الوزير الجزائري المغرب دون الإشارة إليه بالاسم وقال إنه اطلع على تقارير إعلامية تؤكد مساعي بعض الأطراف والدول من أجل نسب هذا الفن الموسيقي إليها كتراث وطني، مضيفا أن الجزائر اعتمدت هذا الإجراء لحماية تراثها من السطو أو التحريف.
يذكر أن لجوء الجزائر إلى اليونيسكو أتى بعد حصول عدد من مغنيي "الراي" الجزائريين على الجنسية المغربية، وكذلك بعد إشادة العديد منهم بالمغرب والملك محمد السادس، وهو ما اعتبرته أوساط جزائرية مسعى رسميا من المغرب لتجنيد مشاهير جزائريين بقصد تصنيف فن "الراي" لدى اليونسكو كلون تراثي مغربي.