وكشفت وسائل إعلام نيجيرية أن ناصر بوريطة الوزير المنتدب في وزارة الخارجية، حل بالعاصمة النيجيرية بصفته مبعوثا خاص من الملك محمد السادس، حيث حمل رسالة من الملك إلى الرئيس النيجيري محمد بوخاري.
وأفادت ذات المصادر بأن المسؤولين المغربين تباحثا مع الرئيس النيجيري حول مشروع تثبيت وحدة لإنتاج الكيماويات للمكتب الشريف للفوسفاط، وهو ما يمكن تفسيره ببداية إذابة الجليد في العلاقات بين البلدين.
وقال الرئيس النيجيري في تعليق له على المشروع المغربي، إن بلاده تريد خروج المشاريع الطموحة بشكل عاجل لأرض الواقع من أجل المساهمة في تطوير القطاع الفلاحي، وأشار إلى أن المشروع المغربي لا يأتي فقط للمساهمة في توفير الأمن الغذائي، بل إنه سيمكن من توفير فرص للشغل، ودعم النمو الاقتصادي في بلاده، وأشار إلى أن الاستفادة من مصنع الأسمدة المغربي لن تقتصر على نيجيريا فقط بل ستشمل كامل منطقة غرب إفريقيا.
كما تناقش المسؤولين المغربيين والرئيس النيجيري موضوع محاربة الإرهاب، خصوصا وأن نيجيريا تعاني من وجود جماعة "بوكو حرام" الاسلامية المتشددة في الولايات الشمالية للبلاد، حيث استعرض المنصوري وبوريطة تجربة المغرب في مكافحة الإرهاب.
ويأتي اللقاء متزامنا مع تنقلات قام بها وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار طيلة الأيام العشر الماضية بين عدد من العواصم الإفريقية، وكذا مع حديث العديد من وسائل الإعلام عن رغبة المغرب في استعادة مقعده بالاتحاد الإفريقي.
ويمكن أن يشكل هذا اللقاء بداية لعهد جديد من العلاقات بين المغرب ونيجيريا، خاصة وأن هذه الأخيرة تعتبر من بين أكبر داعمي الجبهة الانفصالية في القارة السمراء، حيث سبق للرئيس النيجيري الحالي أن أعلن اعتراف نيجيريا بـ"الجمهورية الصحراوية" في شهر نونبر سنة 1984، عندما كان حاكما عسكريا للبلاد.
وسبق لمحمد بوخاري الذي انتخب رئيسا لنيجيريا في شهر مارس من السنة الماضية، أن التقى مباشرة بعد تنصيبه رئيسا للبلاد "الوزير الأول" في الجبهة الانفصالية عبد القادر عمار، وتحدث عن التزام بلاده بدعم جبهة البوليساريو.