انطلقت يوم أمس الخميس بالعاصمة الجزائرية أشغال الملتقى المغاربي للأحزاب الوسطية، الذي ينظمه حزب حركة مجتمع السلم الجزائرية تحت عنوان "الفضاء المغاربي تكامل وتنمية"، بمشاركة مثلين عن أحزاب إسلامية من دول المغرب العربي، هي حزب العدالة والتنمية المغربي، وحركة النهضة التونسية، وحزب العدالة والبناء الليبي، وحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني.
وقال محمد زويتن عضو الفريق النيابي لحزب العدالة التنمية في كلمته التي ألقاها أمام وفود الأحزاب المشاركة "إن هذا الاجتماع هو مبادرة من أجل التشاور ومناقشة القضايا التي تهم المنطقة العربية والمغاربية، والتي تحتاج منا كأحزاب ومؤطرين ومجتمع مدني إلى خلق هكذا فضاءات من أجل دراسة كيفية الاستجابة إلى التطلعات التي انتفضت لأجلها الشعوب العربية".
كما اعتبر المتحدث ذاته "هذا اللقاء فرصة للاشتغال والتنسيق لتحقيق التحديات التي تواجهنا على المستوى التنموي والاقتصادي والاجتماعي، والسعي إلى بناء مجتمع مغاربي تسوده الحرية والديمقراطية وكل أنواع الرخاء لأبناء هذه المنطقة".
وأَضاف موجها كلامه لممثلي الحزب الجزائري "لكم من المغرب كل التقدير والاحترام، لنا تاريخ وجغرافيا مشتركة، ونحن في هذا الفضاء عائلة واحدة، يجمعنا الصفاء والمحبة لبناء مجتمع تسوده الحرية والديموقراطية"، ونبه المتحدث الذي يشغل منصب المدير العام لحزب العدالة والتنمية، إلى أن تحديات شعوب المغرب العربي، بعد الربيع العربي، هي "خلق فضاءات تستجيب لتطلعات الشعوب، حتى لا تتكرر سلبيات الثورة المضادة للربيع العربي".
من جانبه قال عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية في كلمته بحسب ما نقلت وسائل إعلام جزائرية بأن "فكرة هذا الملتقى أصيلة تستمد شرعيتها من التاريخ القديم، ومن نضال الحركات الإسلامية، وهي فكرة سبق إليها الزعماء السياسيون ولكنها بقيت حبيسة الأدراج"، وأكد بأن دور الأحزاب اليوم "هو الالتقاء و التحدث عن المشروع وتذكر التاريخ المشترك و كذلك التطلع نحو مستقبل أفضل للمغرب العربي، والقيام بتجربة أخرى في بناء هذا الصرح على مستوى الأحزاب والمجتمع المدني من أجل صناعة قصة تنمية ناجحة ومجتمعات متطورة بنظرات موضوعية ومنطقية".
أما ممثل حركة النهضة التونسية فقال إن هذا اللقاء "هو فرصة للأحزاب الوسطية في المغرب العربي من أجل التفاعل والاستفادة من تجارب بعضها البعض مع المحافظة على خصوصيات كل واحد منها"، داعيا هذه الأحزاب إلى "أن لا تبقى متفرجة وأن تسعى لتنمية الديبلوماسية الشعبية ولعب دورها في المساعدة على إيجاد حلول من أجل تحقيق ما تصبوا إليه شعوب منطقتنا".
بدوره تمنى ممثل حزب العدالة والبناء الليبي أن يكون هذا التنسيق الحزبي بداية "للتنسيق على المستوى الرسمي وصياغة تكامل لهذه المنطقة"، ودعا "إلى توسيع هذا الملتقى ليشمل كل الأحزاب والمكونات في المنطقة المغاربية".
ورأى ممثل حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني بأن "هذه المبادرة تأتي لتنبهنا على ضرورة أن نستحث هممنا وعقولنا وجهودنا من أجل أن نقود سفينة أوطاننا إلى بر الأمان" وقال "لا يمكن أن يضل أعداء المشروع الوسطي يكيدون ونبقى نحن مشتتي الوجود ليس لنا دور في المشهد".