وكان الطيب الصديقي المزداد سنة 1937 قد نقل قبل أيام إلى مصحة خاصة بالبيضاء إثر أزمة صحية حادة ألمت به، قبل أن يسلم الروح لبارئها نهار اليوم.
والطيب الصديقي الذي يلقب بعميد المسرح المغربي، سبق له أن اشتغل ممثلا مسرحيا وسينمائيا، وشكل عدة فرق مسرحية. تولى منصب مدير فني للمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، ثم مديرا للمسرح البلدي بالدار البيضاء (1965-1977)، وعين لسنتين وزيرا للسياحة (1980-1982).
بدأ الصديقي حياته الفنية ممثلا بـفرقة التمثيل المغربي، سميت بعد ذلك "فرقة المركز المغربي لـلأبحاث المسرحية"، ثم كون بعد ذلك فرقة "المسرح العمالي" سنة 1957 بمدينة الدار البيضاء، حيث قدمت في موسمها الأول مسرحية "الوارث" عام 1957.
وفي بداية ستينات القرن الماضي أسس الصديقي "فرقة المسرح البلدي"، وقدمت في موسمها الأول مسرحية "الحسناء" التي اقتبسها الصديقي عن "أسطورة ليدي كوديفا" لجان كانول، ثم "رحلة شونغ لي" لساشا كيتري، و"مولاة الفندق" المقتبسة عن"اللوكانديرة" لكولدوني.
وفي سنة 1963 أنشأ فرقة تحمل اسمه، استقر في إحدى القاعات السينمائيـة في أحد الأحياء الشعبية بالدار البيضاء، وبها قام بإخراج مسرحية مقتبسة عن "لعبة الحب والمصادفة" للكاتب الفرنسي ماريفو.
وفي سنة 1966 ألف أول مسرحية تحا إسم "في الطريق" ثم حولها إلى فيلم سينمائي بعنوان "الزفت"، وهي مسرحية اجتماعية، تعالج ظاهرة الأولياء الصالحين، وفي نفس الموسم، قدم مسرحية "مدينة النحاس".
تميز الصديقي باهتمامه الكبير بالمسرح، بحيث ترجم واقتبس أكثر من ثلاثين عملا دراميا، وكتب أكثر من ثلاثين نصا مسرحيا باللغتين العربية والفرنسية، وأخرج العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والأشرطة الوثائقية، ومثّل في عدد من الأفلام الأوروبية والعالمية، منها فيلم "الرسالة".
وإلى جانب اهتمامه بالمسرح، كان الصديقي مهتما بالفن التشكيلي، وساهم في تأليف كتاب حول الفنون التقليدية في الهندسة المعمارية الإسلامية.