وقال المسؤول المصري في بيان نشر على موقع وزارة الثقافة المصرية، إن الموقعين على البيان "مجرمون فى حق دينهم ووطنهم وأمتهم" وأضاف "يجب وضعهم جميعًا على قوائم ترقب الوصول هم ومن على شاكلتهم، كما يجب تطهير سائر مؤسسات الدولة من بقاياهم".
ودعا البيان ذاته إلى معاملة أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "معاملة أعضاء الجماعات الإرهابية".
وكانت عشر هيئات إسلامية وأكثر من مائة وخمسين عالما وفقيها، قد وقعوا بيانا يوم الاربعاء الماضي سموه "نداء الكنانة"، دعوا فيه إلى استخدام كافة الإجراءات المتاحة من تظاهر سلمي وعصيان مدني حتى تطهير مصر من "الانقلابيين".
وطالب البيان بالقصاص مما أسماه "قتلة الثوار"، وجاء فيه "الحكام والقضاة والضباط والجنود والمفتين والإعلاميين والسياسيين، وكل من يَثْبُتُ يقينًا اشتراكُهم، ولو بالتحريض، في انتهاك الأعراض وسفك الدماء البريئة وإزهاق الأرواح بغير حق .. حكمهم في الشرع أنهم قتَلةٌ، تسري عليهم أحكام القاتل، ويجب القصاص منهم بضوابطه الشرعية"، لافتا إلى أن "الدفاع بأية وسيلة مشروعة عن النفس والعرض والمال حق مشروع، بل واجب شرعي".
وحمل البيان "مفتي مصر المسؤولية الشرعية والجنائية عن الأرواح البريئة التي وافق على إعدامها"، طالب الموقعون "الحكام ورؤساء الدول العربية والإسلامية وأهل العلم والمثقفين والأحرار بسرعة السعي لحماية مصر من إجرام تلك المنظومة الطاغية، وردعهم عن القتل والسفك والسلب والإفساد والتدمير ومصادرة إرادة الشعب وخياراته".
واستهجن العلماء الموقعون على هذا البيان موقف الدول الداعمة لـ"لانقلاب"، والموقف الدولي المدعي حماية حقوق الإنسان وتحميلهم المسؤولية القانونية أمام تخاذلهم عن التدخل لإيقاف "مجازر" العسكر في مصر.
ووقع على البيان 159 عالما وفقيها من 20 دولة، من بينهم المغربي أحمد الريسوني، الرجل الثاني في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعد يوسف القرضاوي، وعبد المجيد الزنداني رئيس هيئة علماء اليمن، والشيخ محمد الحسن الددو رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا، والدكتور عبد الوهاب بن لطف الديلمي وزير العدل اليمني سابقا.
كما وقعت عشر هيئات على البيان هي: رابطة علماء المغرب العربي التي يرأسها المغربي الشيخ محمد زحل، ورابطة علماء أهل السنة، وجبهة علماء ضد الانقلاب، وهيئة علماء فلسطين في الخارج، وهيئة علماء المسلمين في لبنان، ومركز تكوين العلماء في موريتانيا، والاتحاد العالمي لعلماء الأزهر، ونقابة الدعاة المصرية.
وفي حال موافقة السلطات المصرية على تصنيف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في قوائم الارهاب، فلن تكون استثناءا في العالم العربي، فقد سبقتها دولة الامارات العربية المتحدة إلى ذلك بعدما وضعت الاتحاد إلى جانب داعش والقاعدة وقائمة طويلة من المنظمات التي صنفتها في خانة الارهاب.
وينتمي إلى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه يوسف القرضاوي المصري المولد القطري الاقامة، عدد من العلماء والدعاة المغاربة، أبرزهم الفقيه المثير للجدل عبد الباري الزمزمي، وكذا رضوان بنشقرون الرئيس السابق للمجلس العلمي المحلي لعين الشق بالدار البيضاء، والباحث في العلوم الشرعية والاجتماعية محمد بولوز، وأستاذة مقارنة الأديان بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة نزيهة امعاريج...
كما يعتبر المغربي أحمد الريسوني (أحد مؤسسي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سنة 2004) الشخصية الثانية من حيث الترتيب في الاتحاد، وذلك بعد أن اختير نائبا للقرضاوي. علما أن الريسوني عضو في حركة التوحيد والاصلاح التي تعتبر الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الحالية.