وأكد الباحث المتخصص في وحدة التحولات السياسية الداخلية، أحمد زكريا الباسوسي أنه رغم مشاركة المغرب والأردن، بعدد محدود من الطائرات الحربية، إلا أن ذلك ينطوي في نظره على وجود دلالة رمزية للمشاركة دون التورط بشكل كبير فى الصراع.
وعدد الباحث بالمركز المكاسب التي يمكن أن تجنيها الدولتين من جراء المشاركة في الحملة العسكرية التي أطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، مبرزا أن المشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية يمكن بالمقابل أن تخلق تداعيات سلبية وخسائر محدودة النطاق.
مكاسب المغرب من المشاركة في الحرب
اعتبر المركز المصري أن المكاسب التي يمكن أن يحققها المغرب من المشاركة في الحرب ضد الحوثيين، ودعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تتجلى أساسا في توطيد علاقاته بدول الخليج، مبرزا أن المغرب يسعى منذ فترة للتقرب من دول مجلس التعاون الخليجي، وأشار المركز إلى البيان الصادر عن الخارجية المغربية فى 26 مارس الماضي، والذي أكد أن "المشاركة فى عملية عاصفة الحزم تأتي بهدف الدفاع عن المملكة العربية السعودية فى خطاها لدرء أي سوء قد يطال أراضيها أو يمس من قريب أي بعيد الحرم الشريف أو يهدد السلم والأمن برمته".
أما ثاني المكاسب في نظر المركز فيتجلى في توسيع الدور والنفوذ الإقليمي، مشيرا إلى التوجهات المغربية فى الفترة الأخيرة للتحرك نحو دول أفريقيا جنوب الصحراء، سواء بتحركات سياسية أو استثمارات اقتصادية. مضيفا أن التواجد في الحرب ضد الحوثيين يعطي المغرب فرصة أكبر فى توسيع نفوذه وتأثيره باعتباره لاعب رئيسي فى مجمل القضايا المشتعلة فى المنطقة.
أما ثالث المكاسب بحسب المركز فهو حماية نظام الحكم، مبينا أن ذلك يتضح من خلال تأكيد المغرب على أن مشاركته في الحرب تهدف إلى دعم الرئيس اليمنى الشرعي عبد ربه منصور هادي فى مواجهة الميلشيات الحوثية غير الشرعية، "وهو ما يمكن اعتباره حصن أمان لهم فى حالة مواجهة المعارضة الداخلية"، بحسب المركز.
وفيما يخص المكسب الرابع فيتمثل في تحجيم النفوذ الإيراني، خصوصا بعد اتساع النفوذ الإيراني فى سوريا والعراق ولبنان، وقال المركز إن النظام لمغربي سيستغل المشاركة في الحرب، للتهدئة مع المعارضات الإسلامية فى الداخل خاصة جماعة العدل والإحسان، والتى ترفض بشكل قاطع بحسب ذات المصدر حدوث أي تمدد شيعي ليس فى المغرب فحسب، بل وفى المنطقة كلها.
الخسائر المحتملة للمشاركة في الحرب
وتطرق المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، للخسائر المتوقعة جراء مشاركة المغرب في الحرب على الحوثيين، وقال إنها ترتبط بأمرين يتمثل الأول فى إمكانية حدوث خسائر بشرية بين صفوف المقاتلين، مشيرا إلى أن هذا الخطر يظل محدودا إلى حد بعيد لاسيما مع انخفاض مستوى المشاركة، والذي اقتصر على ستة مقاتلات.
أما الأمر الثاني، والذي يعد الأكثر أهمية وخطورة في نظر المركز فيتمثل فى تأثير هذا التدخل على العلاقات مع إيران. خصوصا بعد حدوث انفراجة فى العلاقات بين الرباط وطهران، بعد ست سنوات من القطيعة.
وأكد المركز أنه ليس في صالح المغرب حدوث تأثيرات سلبية على عودة العلاقات بين البلدين، لا سيما وأنه محتاج لمساندة طهران فيما يخص قضية الصحراء، خصوصا وأن إيران سحبت دعمها واعترافها بجبهة البوليساريو في وقت سابق.