جاء ذلك خلال تصريح للأناضول على هامش ندوة حول "مستقبل العلاقات المغربية المصرية على ضوء التجاذبات الاعلامية الأخيرة"، نظمها المركز في العاصمة الرباط.
ودعا الشرقاوي إلى "تجاوز التشنجات الاعلامية بين البلدين، وعودة العلاقات لمجراها الطبيعي"، مضيفا: "ليس في مصلحة البلدين بقاء التوتر أو تطور الأمور لقطع العلاقات".
وتابع الشرقاوي قائلا: "إذا حدث قطع العلاقات بين البلدين، فإن الأمر سيضر وحدة العالم العربي، علما بأن الدول العربية تعيش على وقع الصراعات والتشرذم".
وطالب الشرقاوي السموني بـ"وضع حد للصراعات والنزاعات بين الدول العربية، خصوصا أن هناك قضايا مصيرية تهم الدول العربية".
وأوضح أن "التوتر(بين مصر والمغرب) جاء عقب بعض الخرجات الاعلامية، حيث أقدم الاعلام المصري على بث كلام غير مسؤول وغير لائق مس بكرامة المغرب والمغاربة، وهو ما تسبب في ردود فعل من طرف الاعلام المغربي، بالإضافة إلى بعض الانشطة التي مست قضية الوحدة الترابية للمغرب، ويتعلق اﻷمر بتقديم كتاب بالجزائر ساهم فيه مصريون، ومس قضية الصحراء".
وقال ميلود بلقاضي أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، خلال المؤتمر الصحفي، إن التقرير الذي استغرق 4 دقائق وتم بثه بالتلفزيون الرسمي، "أثبت قوة الاعلام، وأن المجال الاعلامي هو المتحكم في العلاقات الدولية".
وأوضح أن "قوة الدول على مستوى الخارجي لم تعد تصنعها النخب ولكن تصنع عبر القنوات الاعلامية التي تتقن الاتصال الاعلامي والمؤسساتي والتسويق الاعلامي".
ومضى قائلا: "لا أحد من المسؤولين تجرأ لتفسير ما وقع بالتلفزيون الرسمي المغربي، وهو ما يطرح سؤال حول التواصل السياسي والمؤسساتي بالمغرب".
وانتقد صمت المسؤولين المغاربة إزاء توضيح سياق بث تقرير بالتلفزيون المغربي يتضمن تغييرا في الخط التحريري، تجاه مصر.
وعاد السفير المغربي، محمد سعد العلمي، إلى القاهرة، أمس الخميس، بعد قضاء فترة عطلة استمرت 6 أيام، حسبما قال مسؤولان أحدهما بوزارة الخارجية المغربية، وأخر دبلوماسي مصري.
وقال مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، أمس الخميس، إن "هناك أطراف بخلفيات متعددة ومكشوفة (لم يذكرها) تريد المس بصفوة العلاقة بين الرباط والقاهرة، من خلال المس بكرامة الشعب المغربي ورموزه وقضاياه الحيوية".
واعتبر الخلفي، في حديث للصحفيين عقب انتهاء أشغال المجلس الحكومي الأسبوعي، أنه " ليس من المقبول سياسيا ولا من المنصف أخلاقيا، عدم صيانة هذا الإرث المشترك" من العلاقات بين البلدين، و"عدم العمل على حفظ المُكتسبات" التي راكمتها العلاقات بين القاهرة والرباط، "بما يحقق الارتقاء لما فيه صالح الشعبين".
وأشار الوزير المغربي إلى أن الاتصالات جارية حاليا بين الرباط والقاهرة لبحث هذه التطورات، واستئصال المسببات (في إشارة لما ذكرته وسائل إعلام في البلدين عن توتر في العلاقات)، والعمل على "الدفع بالعلاقات الثنائية بين البلدين لإعطاء مضمون للشراكة الاستراتيجية بينهما".
ونوه الخلفي بما وصفه "الروابط التاريخية والمتميزة" بين المغرب ومصر، و"العلاقة القوية والمتينة بينهما والتضامن في القضايا المصيرية والتعاون الجاد والمتجدد".
وفي وقت سابق، قال مصدر مسؤول بالخارجية المغربية، للأناضول، إن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، سيحل بالرباط في 18 يناير الجاري "لتجاوز الأزمة بين البلدين"، فيما قال وزير الخارجية المصري اليوم إنه هناك جهود تبذل لإتمام زيارته للمغرب، والاتفاق على موعدها.
ووصفت القناتان الأولى والثانية بالمغرب، بداية الشهر الحالي، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "قائد الانقلاب" في مصر، و(الرئيس الأسبق) محمد مرسي بـ"الرئيس المنتخب"، وذلك للمرة الأولى، منذ الإطاحة بمرسي في الثالث من يوليو/ تموز 2013، إثر احتجاجات مناهضة له، في عملية يعتبرها أنصار مرسي "انقلابا عسكريا"، ويراها معارضون له "ثورة شعبية".
غير أن تعليق الدبلوماسيين من البلدين جاء ليحمل أسبابا متباينة حول الأزمة، كل من جانبه، دون وجود رواية رسمية تؤكد ما ذهب له دبلوماسي، عن غيره.