وقالت صحيفة "شفايتس آم سونتاغ" الأسبوعية، إنها رصدت تناميًا ملحوظًا، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لمؤيدي فرع حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب"، المعروفة اختصارا بـ"بيغيدا"، والمصنفة "عنصرية يمنية متطرفة"، في سويسرا .
وتابعت أن "مؤيدي الحركة ارتفع من 600 في منتصف ديسمبر الجاري إلى 1500 حاليا".
ومضت قائلة إن مؤيدي هذه الحركة على (فيسبوك)، "أعلنوا صراحة دعمهم لأحداث عنف ضد المسلمين في دول أوروبية أخرى، مثل الاعتداء على مسجد في العاصمة النمساوية فيينا، وآخر في السويد قبل أيام"، مشبهين المساجد بـ"المراحيض التي يجب حرقها"، على حد قولهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن "حادث الاعتداء على مركز إسلامي في السويد قبل أيام قد حظى باحتفاء قوي على صفحة هذه المجموعة، التي تطالب بالعنف ضد المسلمين في سويسرا، بما في ذلك أيضا الاعتداء على المساجد".
وعلى موقع الصحيفة تفاوتت تعليقات القراء على هذا المقال بين معارضين لحركة "بيغيدا"، رأوا أن هذه التوجهات العنصرية تضر بأوروبا بشكل عام، وأن من يريد تصوير المسلمين في أوروبا على أنهم تهديد، فهو لم يستوعب التاريخ جيدا.
ورأت هذه المجموعة أن الغالبية العظمة من مسلمي أوروبا لا يثيرون مشكلات، وأن قلة متعصبة منهم لا يجب أن تؤدي إلى نشر توجهات عنصرية
في المقابل، اعتبرت مجموعة ثانية، وهم أغلبية المعلقين، أن أفكار بيغيدا "جيدة وجادة".
ورأى أنصار هذا الفريق أن "أفكارهم ليست نازية، وإنما واقعية"، وأن "أوروبا ليست بحاجة إلى إسلاميين، كما أن اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط يجب إعادتهم إلى بلدانهم".
وذهبت بعض التعليقات إلى تشبيه القرآن الكريم بـ"كتاب كفاحي للزعيم النازي آدولف هتلر، ما يستوجب حظره"، حسب رأيهم.
فيما حذرت تعليقات أخرى من "مظاهر الأسلمة التي تعاني منها أوروبا، وتتمثل في مطالب المسلمين بالحصول على حقوق مثل اللحم الحلال، وعدم إجبار التلميذات على دروس السباحة المشتركة، وتخصيص أيام محددة للمسلمات في المسابح الخاصة، وبيع مؤسسات دينية مسيحية لمنظمات إسلامية، والمطالبة بخصوصية للمسلمين في المقابر، والمطالبة بتطبيق قوانين أحوال شخصية للمسلمين في أوروبا".
وتبدو تلك المطالب طبيعية نتيجة ارتفاع أعداد المسلمين في أوروبا، كما أن اتفاقيات الأمم المتحدة للحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، تضمن حقوق الأقليات الدينية كاملة، أي أن المسلمين يطالبون بتطبيق تلك الاتفاقيات عليهم وليس استحداث شيء خاص بهم.
ودأبت وسائل الإعلام السويسرية على نشر مقالات، توصف بأنها سلبية وجافية للحقائق بحق الإسلام والمسلمين، وهو ما يحظى بتأييد من اليمين السياسي المتشدد والمتطرف، وهو التيار الذي يتخذ من الإسلام، والمسلمين والمهاجرين ذريعة للتخويف منهم لتحقيق مطامع سياسية.
ولم يتسن للأناضول الحصول على تعقيب فوري من السلطات الأمنية على مثل هذه التوجهات وكيفية التعاطي معها.
وتقوم حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" بتنظيم مظاهرات مناهضة للإسلام والمهاجرين الأجانب في ألمانيا مساء كل يوم اثنين، حيث شارك في تلك المظاهرات حوالي 15 ألف شخص.
وكانت المظاهرات المناهضة للأجانب والإسلام بدأت بمشاركة بضع مئات فقط في بدايتها، ثم تزايد العدد بشكل كبير، وهو ما استدعى استنكار الأوساط السياسية في ألمانيا.