ونشر مغني الراب المغربي المعتزل، إلياس الخريسي، المعروف بـ"الشيخ سار" مقطع فيديو انتشر على صعيد واسع، تضمن صورًا لـ "مؤخرات" نساء مغربيات، يمشين في شوارع العاصمة المغربية الرباط (شمال)، مع "تظليل" على هذا الجزء من أجسادهن.
واعتزل الخريسي الغناء قبل شهور ليتفرغ إلى “الدعوة إلى الله”، على حد قوله، عبر نشر مقاطع فيديو "توعوية" في قناته على موقع "يوتيوب" تحت عنوان "تاجر دين"، وعرّف نفسه بـ "الشيخ سار".
وحمّل الخريسي عبر مقطع الفيديو، النساء مسؤولية التحرش الجنسي من خلال لباسهن "القصير الضيق" و"المستفز" على حسب تعبيره، معتبرًا أن "تبرّج المرأة هو تحرش يؤدي إلى تحرش".
وقال، إن مقطع الفيديو، يأتي ردًا منه على مقطع آخر نشر قبل أسابيع حول تعرض فتاة لـ 320 حالة تحرش جنسي بشوارع مدينة الدار البيضاء (شمال)، بهدف التوعية بظاهرة التحرش الجنسيّ، بثته إحدى الناشطات المغربيات على يوتيوب.
وفي تعقيب لها على مقطع الفيديو، أعلنت "فيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة"(جمعية غير حكومية) عن اعتزامها رفع دعوى قضائية ضد إلياس الخريسي، على خلفية نشره لفيديو يتضمن لقطات "تعتبر مسا بكرامة النساء وبحرياتهن الشخصية".
وأدانت الفيدرالية، في بيان لها، وصل الأناضول نسخة منه، مضامين التسجيلات التي اعتبرتها "مسًا بكرامة النساء وبحرياتهن الشخصية"، مطالبة الحكومة المغربية بـ"اتخاذ العبرة وإنهاء التلكؤ فيما يتعلق باعتماد خطة وطنية لمناهضة العنف ضد النساء والتصدي لكل أشكاله".
وفي تصريحات للأناضول، قالت فوزية عسولي، رئيسة الجمعية، إن "الهدف وراء رفع هذه الدعوى القضائية، هو لفت نظر المسؤولين والرأي العام لخطورة هذا الفعل، والنتائج التي يمكن أن تترتب عنه".
وأضافت أن "هذه الدعوى كان من المفروض تحريكها من طرف النيابة العامة، التي من بين مهامها السهر على الحفاظ على حقوق الأفراد، والدفاع عن الحريات العامة".
وأشارت إلى أن "ما قام به المدعو الشيخ سار، يعتبر مسًا بالحقوق الفردية للنساء وانتهاكا لحرمة أجسادهن، بالإضافة إلى استغلال الدين لأغراض سياسية، وتبرير لجريمة التحرش الجنسي".
ومضت قائلة: "ما قام به له انعكاسات خطيرة حول تصورات وعقليات الشباب، وعلى تحريف سلوك عوض القيام بحملات تحسيسية (توعوية) للنهي عن سلوكات تعتبر شاذة ومجرمة قانونيًا".
من جهة أخرى، أبدت شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، انزعاجها الكبير من فيديو "الشيخ سار"، واعتبرت أن ما قام به من تصوير "مؤخرات" النساء بالشارع العام، "اعتداء على حرمة وجسد المرأة".
وقالت أفيلال، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" : "أي اعتقاد فكري أو مذهبي الذي يبيح الاعتداء على حرمة جسد المرأة بتصويرها وترقب حركات جسدها بالفضاء العام".
كما استغربت الوزيرة من هذا العمل وتساءلت قائلة: "أي نوع من الكبت هذا الذي يدفع بالمرء إلى عمل مشين وخسيس مثل ما فعله شيخنا أو شيخ نفسه".
بدورها، قال الناشطة الحقوقية، زهور باقي، عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك "باعتباري مواطنة مغربية، أعلني رفضي التام وانزعاجي، مما قام به الشيخ صار.. فيديو يصور (بغير موافقة المعنية بالأمر) ولأغرض غير أخلاقية، ربحية، تشويهية، تشهيرية.. نساء ومواطنات مغربيات في الشارع العام في خرق سافر لحرياتهن الفردية، واعتداء خطير على حقهن في التجول دون التعرض لتصوير خفي بالكاميرا".
في المقابل، قال إلياس الخريسي، مغنّي الراب المعروف بلقب "الشيخ سار"، في تصريح للأناضول، إنه مستعد "لدفع ضريبة كلمة الحق التي قالها"، وإن السجن لا يخيفه، مؤكدًا أنه يعتبر "السجن خلوة مفيدة"، سيستغلها في "التفرغ لقراءة القران وممارسة الشعائر الدينية".
ومضى قائلا: "جميع الرسل والأنبياء وكل من قال كلمة صالحة قد سجن وعذب".
وأضاف الخريسي ساخرًا: "رغم كل هذه التهديدات بالمتابعة القضائية المنتشرة على المواقع الإخبارية، فحتى الساعة لم يصلني أي استدعاء للمحاكمة".
واعتبر أن هذه إحدى طرق الترهيب التي يتبعها معارضوه، وأنهم سيدخلون في قضية خاسرة لا يملكون فيها أي دليل أو إثبات عما يقولون، مضيفا أنه لم يكن "ساذجا"، ليترك أي ثغرة قد تؤدي به للسجن.
وأشار إلى أن عدد المؤيدين له يزيد عن عدد المعارضين أضعافا مضاعفة، "والدليل هو نسبة الإعجاب الكبيرة بالفيديو وعدد المشاهدات القياسية التي حظي بها مقطع الفيديو، أكثر من 200.000 مشاهدة في 4 أيام".
وأوضح أنه لا يزال "مصرًا على ذلك المقطع المثير للجدل"، لافتًا إلى أنه استعمل قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، من أجل إيصال رأيه إلى الشباب.
وتابع: "قمت باستغلال لقطة من 20 ثانية ليتكلم بعدها لأكثر من 5 دقائق ضامنا أن يستمع المشاهد لرسالته سواء كان متفق معها أو لم يكن".
والمقطع الذي قام بتصويره "الشيخ سار" استغرق 5 دقائق و 47 ثانية، ويتضمن موعظة ونصائح موجهة للنساء، "من أجل عدم ارتداء لباس مثير" معتبرا أن التحرشات التي تستهدف المرأة هي نتيجة استفزازها للرجال بطريقة لباسها.
وجاء هذا الفيديو رداً منه على فيديو آخر تداولته مواقع إخبارية مغربية عن فتاة مغربية، من الدار البيضاء (شمال)، (غير معروفة)، حاولت تكرار تجربة فتاة أميركية من نيويورك، من خلال السير في الشارع العام وتصوير عدد المرات التي تعرضت فيها لحالات التحرش، حيث رصدت الكاميرا المثبتة في حقيبة شخص آخر كان يمشي متقدما بضع خطوات، حسب الفيديو أكثر من 320 تحرش لفظي، خلال تجولها مدة 10 ساعات.