وأضاف البلاغ أن الخطاب الملكي جاء بلغة واضحة وغير مرموزة وصلت إلى كافة الشرائح المغربية بما فيها الصحراوية، لغة أبانت عن الحس التشاركي للملك محمد السادس في محاولته لإحاطة الرأي العام المغربي بخبايا ملف الصحراء، وكشفت عن شخصية ملكية صريحة همها الأول حماية ورفعة البلاد، وضمان وحدته وسيادته على كافة أراضيه.
ووصف "فورساتين" خطاب الملك ب"النموذجي"، وقال إنه استعرض ما بذله المغرب في سبيل تنمية الصحراء وتطويرها والعناية بساكنتها، وما صاحب ذلك من تضحيات جسيمة شارك فيها كافة المغاربة على شتى الأصعدة، وبذلوا من اجل ذلك الأرواح والمال والجهد.
وجاء في قراءة المنتدى للخطاب الملكي أن الملك أكد على حرص المغرب على رعاياه بالأقاليم الجنوبية وبمخيمات تندوف الذين ذكرهم بان الوطن غفور رحيم، مؤكدا أن المغرب بذل جهودا حثيثة في كافة المحافل الدولية، وقبل خوض المفاوضات من اجلهم وفي سبيل كرامتهم، وليس لأجل إثبات سيادة المغرب على صحرائه التي لا يمكن بأي حال أن تكون محط تفاوض أو نقاش باعتبار أن المغرب في صحرائه التي تربطه بها روابط تاريخية لا يمكن محوها أو تجاوزها، مستنكرا ما اعتبره استغلالا لفضاء الحريات واتخاذ حقوق الإنسان مطية لانتهاك حقوق الآخرين أو المساس بالأمن العام وتخريب الممتلكات في إشارة واضحة إلى التجاوزات الخطيرة التي يقوم بها أعداء الوحدة الترابية داخل الأقاليم الجنوبية تحت مسميات غايتها المساس بأمن المغرب وخدمة لأجندات معلومة.
وأضاف المنتدى أن جلالة الملك عاتب مؤسسات دولية تتبنى قرارات تقنية لأطر تابعة لها تعطي صورا مغلوطة عن الوضع الحقيقي الذي تعيشه الأقاليم الجنوبية محملا الجزائر المسؤولية التامة عن هذه المغالطات التي تنفق عليها بسخاء، مطالبا الأمم المتحدة وأمريكا على الخصوص بتوخي الدقة وتبني رأي واضح لا لبس فيه من قضية الصحراء والذي لن يتأتى حسب جلالته دون أن يعترف المنتظم الدولي بمسؤولية الجزائر في عرقلة تسوية النزاع المفتعل، معتبرا أن الأوان قد حان لتجاوز التوصيات المبنية على الترضيات ومراعاة الأطراف بعيدا عن ملامسة الدقة في البحث عن حل للمشكل، مستغربا الازدواجية التي تنهجها القوى الدولية بين ثناءها من جهة على مستوى التطور الديمقراطي بالمغرب وتنويهها باحترامه لحقوق الإنسان، ومن جهة أخرى تتبنى تقارير ملتبسة وغير واقعية عن أقاليمه الجنوبية، في الوقت الذي تتغاضى فيه عن الواقع المرير الذي يعيشه الصحراويون بمخيمات تندوف، مؤكدا ان لا سبيل للمقارنة بين دولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة كالمغرب مع حركة انفصالية تنبني على اديولوجيات متجاوزة، مذكرا أن هناك غالبية صحراوية صامتة أثبتت ولاءها للمغرب وقد حان الوقت لتكون محط عناية من جلالته من خلال نموذج تنموي للأقاليم الجنوبية يراعي تنمية المنطقة ويعنى بالعنصر البشري مجددا تأكيده على صدق المبادرة الملكية القاضية بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية التي ستبقى قاعدة لكل حل مستقبلي لطي النزاع حول الصحراء.