مغاربة في صلاة الاستسقاء: مولانا نسعى رضاك وعلى بابك واقفين

جاء ذلك تلبية لدعوة وجهتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب لإقامة صلاة الاستسقاء في كافة أرجاء البلاد بعد تسجيل معدلات مطر ضعيفة خلال الأشهر الماضية؛ ما أثار مخاوف المزارعين من انعكاسات سلبية على محاصيلهم.

وشارك الأمير مولاي الحسن، ولي العهد المغربي، ورئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران في صلاة الاستسقاء بمسجد حسان بالعاصمة الرباط.

ووفق مراسل وكالة الأناضول، انطلق المئات من قاطني الرباط صباحا من باب شالة (المدينة العتيقة) متوجهين إلى مسجد حسان، مرددين أدعية وابتهالات طلبا لنزول المطر.

وتقدم الأطفال حاملين الألواح خشبية (ألواح خشبية مكتوب عليها آيات قرآنية يتم استعمالها في كتاتيب تحفيظ القرآن)، متبوعين بالعشرات من الأفراد في اتجاه مسجد حسان حيث تقام صلاة الاستسقاء.

وهو مشهد تكرر في مختلف المدن والمحافظات المغربية.

وحول طقوس صلاة الاستسقاء في المغرب، قال لحسن السكنفل، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة القريبة من الرباط (مجلس محلي تابع للمجلس العلمي الأعلى، أعلى هيئة دينية بالمغرب) إن "المغاربة يقيمون صلاة الاستسقاء كلما تراجعت التساقطات (الأمطار) بالمغرب".

وأوضح السكنفل لوكالة الأناضول أن "الناس يجتمعون في مكان محدد في المدن أو الأرياف، ويتوجهون إلى المصلى ويتقدمهم مجموعة من الأطفال حاملين الألواح الخشبية، المستعملة في الكتاتيب القرآنية".

ولفت إلى أن من أبرز الأدعية التي يرددها الناس في هذه الصلاة تشمل: "اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين"، "مولانا نسعى رضاك وعلى بابك واقفين، لا من يرحمنا سواك يا ارحم الراحمين".

ومضى قائلا: "بعد الصلاة وقبل الدعاء يعمل الأفراد على قلب الملابس، بهدف أن يبدل الله الحال إلى حال أحسن، وأن ينزل الأمطار".

والأربعاء الماضي، دعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب، إلى إقامة صلاة الاستسقاء بكافة أرجاء البلاد، اليوم الجمعة، على الساعة التاسعة والنصف صباحا (نفس توقيت غرينتش)، مشيرة إلى أن الدعوة جاءت بأمر من العاهل المغربي محمد السادس، حسب بيان حصلت "الأناضول" على نسخة منه.

وصلاة الاستسقاء، هي صلاة عند المسلمين تُصلى لطلب نزول المطر، وهي ركعتان، فإذا انتهت الصلاة يستقبل الإمام القبلة، والمصلون من خلفه، يدعون الله رافعي الأيدي.

وتوقعت المندوبية السامية للتخطيط (الهيئة الرسمية المكلفة بالإحصاء في المغرب)، أن تتراجع انتاجية القطاع الزراعي في المغرب بنسبة 2,2%، خلال الفصل الثالث من عام 2014، مقارنة مع نفس الفصل من العام الماضي بسبب تقلص الإنتاج النباتي وضعف الإنتاج الحيواني، في ظل قلة التساقطات التي تراجعت بنسبة 27 % خلال الموسم الزراعي الحالي مقارنة مع هو معتاد.

وحسب إحصاءات وزارة الفلاحة في المغرب، فإن معدل التساقطات بالمغرب سجل 400 مليمتر خلال موسم 2011 / 2012، و450 مليمتر خلال موسم 2012 / 2013، و274 مليمتر خلال موسم 2013 / 2014 .

ولفتت الوزارة إلى أنه كلما انخفضت التساقطات يتراجع إنتاج الحبوب وبعض المحاصيل الأخرى.

ويعد قطاع الزراعة في المغرب أحد أهم الموارد التي يعتمد عليها اقتصاد البلاد، خاصة في ظل استمرار تداعيات الأزمة المالية العالمية على قطاعات اقتصادية حيوية في البلاد التي يعرف ارتباط اقتصادها بالاقتصاد الأوروبي.

ووفق إحصاءات حديثة لوزارة الفلاحة في المغرب، فإن الأنشطة الزراعية توفر حوالي 4 ملايين فرصة عمل، ويساهم القطاع الزراعي بـ14 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، فيما تمثل قيمة المنتجات الزراعية حوالي 15 إلى 20 في المئة من إجمالي الصادرات المغربية للخارج.