سعد الدين العثماني: العداء الإسباني للمغرب له جذور تاريخية

وقال سعد الدين العثماني القيادي في حزب العدالة والتنمية، في حوار مع الموقع الإلكتروني للحزب، إن نتائج هذا الاستطلاع ليست نشازا "بالمقارنة مع سياق علاقات تاريخية بين المغرب وإسبانيا عمرها قرون طويلة، وتطورات وتحولات عرفتها العلاقات بين البلدين في العقود الأخيرة. وليس هذا أول استطلاع في الموضوع، بل استطلاعات أخرى وصلت إلى نتائج قريبة جدا. وعلى الرغم من الجهود التي بذلت في الفترات الأخيرة لتطوير العلاقات شعبيا ورسميا، فإنه من المتفهم أن يبقى ذيول ذلك التاريخ لفترة قد تطول".

وأرجع العثماني العداء الاسباني للمغرب إلى لكثرة الاحتكاكات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية بين البلدين، وهي احتكاكات ناتجة بحسبه "من جهة أولى عن أسباب تاريخية تعود لقرون وعن التعبئة المستمرة في إسبانيا لدحر المسلمين أو "المورو" على الحدود الجنوبية، وهي ناتجة من جهة ثانية عن الجوار المباشر الذي ينشأ التنافس والتخوفات وخصوصا على المستوى الاقتصادي، وهي ناتجة ثالثا عن الماضي الاستعماري الإسباني في شمال المغرب وجنوبه".دون أن يغفل الديبلوماسي السابق ذكر قضية سبتة ومليلية التي قد تكون من بين الأسباب.

وعن طرق معالجة هذه الانطباعات السلبية لدى الاسبان عن المغاربة، قال العثماني إن "هناك مستويان للمعالجة: المستوى الشعبي والمستوى الرسمي. فشعبيا ومدنيا يجب تكثيف التواصل لإزالة عدد من الصور النمطية لدى الإسبان، ويجب على المجتمع المدني المغربي رفع مستوى تفاعله وشراكاته مع المجتمع المدني الإسباني (...) أما على المستوى الرسمي فإن هناك ديناميكية إيجابية في العلاقات الثنائية بين البلدين منذ سنوات على مستويات عدة، والمطلوب اليوم رعايتها وتنميتها أكثر.

وكان الاستطلاع الذي أجري في أواخر شهر سبتمبر من السنة الماضية ونشر قبل أيام، وهم عينة من 2500 مواطن إسباني، قد أظهر استمرار النظرة السلبية للمغرب لدى غالبية الإسبان على الرغم من علاقات الجوار وتداخل المصالح بين البلدين. حيث يرى 14,8 في المائة من الإسبان أن المغرب يشكل أول تهديد للأمن الإسباني.