وفي حوار مع موقع "عرب نيهيتر" السويدي قال الطبيب المغربي الذي يعتبر عضوا في "تجمع الاطباء الفلسطينيين في اوروبا"، إنه يشعر بالألم لهول ما شاهده في قطاع غزة، وفظاعة الإصابات في صفوف المدنيين.
وأكد بأن فترة إقامته في القطاع المحاصر "كانت بمثابة دروس يومية، على كافة الأصعدة"، مضيفا أنه بحكم تخصصه في طب النساء والولادة كان يشاهد يوميا "كيف تنبعث الحياة من وسط مشاهد الموت، الأم الفلسطينية تودع ابنا وتلد آخراً، الأطفال يفقدون إخوتهم ويستقبلون آخرين، هذه مشاهد لا يمكن ان تراها الا في فلسطين. لقد تعلمت من الناس الكرم في أشد ظروف الحياة ضنكا، شاهدت معنى الكرامة في اشد الأوقات حاجة".
وعن شعوره بتوصل المقاومة إلى اتفاق تهدئة مع الصهاينة، قال "عندما دخلت الى غزة وجدت أمامي انهارا من الدماء الزكية و البريئة تسيل، وجدت أمامي أعداد مهولة من المصابين المدنيين، عندها أيقنت حجم الظلم الذي يواجهه شعبنا الفلسطيني، ناهيك عن الحصار والتجويع...كنا نخوض المعركة من داخل المستشفى، كان همنا ان لا يستشهد اي مصاب، ولكن قدر الله أعظم".
وأكد الطبيب المغربي الذي سبق له أن كتب عدة مقالات عن معاناة سكان القطاع إبان العدوان الإسرائيلي نشرت في العديد من المواقع الإخبارية، أن المعركة الطبية لازالت مستمرة بدون توقف وأن الفرق بين أيام العدوان والآن "هي مشاعر البهجة التي تعم الناس هنا، وأقول أما آن لهذا الشعب ان يسعد…!".
وأضاف "إن غزة وشعبها هم رسل للإنسانية، شعب غزة معطاء، يحب الحياة كما الآخرين، شعب غزة لا يكره الا من ظلمه".
وناشد الأطباء "بالقدوم الى غزة والمساهمة في تضميد الجراح وبناء المؤسسات الطبية، وبالمناسبة -يضيف لهنا- انحني وكلي إجلال لطواقم غزة الطبية، هذه الطواقم التي كانت تعمل بدون توقف، تعمل بدون كلل أو ملل، وأحييها أيضا على مهاراتها العلمية العالية".
وختم كلامه للموقع السويدي بتوجيه رسالة شكر لأهل غزة على حسن ضيافتهم وكرمهم، وأضاف "اسمحوا لي بان أعود إلى عائلتي وأولادي على أمل اللقاء بكم مرة ثانية في مرحلة إعمار غزة و ذكرى الإنتصار الكبير".