القائمة

الرأي

طاقم بنكيران والمضي قدما نحو كراهية وتهميش المعاقين بالمغرب

لا يختلف إثنان بالجزم على أن هناك فرق شاسع بين الماضي والحاضر على مستوى النهوض بحقوق الإنسان وتحقيق ما يعرف بمفاهيم عدة كالعدالة الاجتماعية ومبدأ تحقيق تكافئ الفرص والمساواة  وترسيخ حكامة رشيدة في مختلف القطاعات، ماضي عرف بسنوات الرصاص وهدر حقوق الإنسان خلف صورة سلبية على المغرب دوليا ووطنيا، لكنه ماض أعترف ولو بشكل ضئيل بفئة واجهة ولازالت تواجه كل أشكال العنف والتهميش,,,تتجلى في شريحة ذوي الإعاقة بسن قوانين بدأ التنصيص عليها منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي أولها قانون الرعاية الاجتماعية للمكفوفين وضعاف البصر ثم قانون الرعاية الاجتماعية للمعاقين,,,

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

ومع بداية الألفية الثالثة صادق المغرب على الاتفاقية الدولية للأشخاص في وضعية إعاقة، كل هذا وإن لم يفي بالغرض المطلوب، إلا أنه أعطى بصيص من الأمل لهذه الشريحة للتفاؤل بمستقبل يشرق بشمس دافئة يستمتع بها كل معاق لممارسة مختلف حقوقه السياسية والمدنية إضافة إلى الاقتصادية والاجتماعية,,, لكن واقع الأمر اليوم ومع دخول حزب الإخوان على الخط تبخرت كل أحلام المعاقين بل انتابهم خوف للزج بهم في تطبيق النظرية الهيتليرية ولو بشكل غير مباشر من طرف من صوت له المواطن المغربي وفاز في الاستحقاقات التشريعية الماضية,

فحينما يأتي على لسان السيد عبد الإله بنكيران في أول تصريح حكومي أمام البرلمان في المساءلة الشهرية ـ المعاقين سامحهم الله ـ هنا مربط الفرس وبيان مغزى مفاده نية تهميش فئة المعاقين وكان ذلك أول الطريق, وإذا ما تأمل المرء في تدبير السياسات العمومية لمجال الإعاقة بالمغرب يخلص إلى ركود على مستوى التشريع وإعداد البرامج بل أكثر مما يتصور ممارسة العنف والاحتقار للمعاق بتسخير المقاربة الأمنية ووسائل الردع لا لشيء إلا لنضالاته ومطالباته بحقوقه المنصوص عليها دوليا ووطنيا فحينما يطالب بحقه في التشغيل على سبيل المثال لا الحصر تقوم السيدة الحقاوي بعسكرة مقر وزارة التضامن والمرأة والتنمية الاجتماعية وتتجاهل مطالب هؤلاء الاشخاص وتدعوهم لاجتياز المبارة والتي تغيب فيها الشفافية والنزاهة مع العلم أن السيدة الوزيرة كانت المحامي الناجح للدفاع عن المعاقين أثناء ممارستها للمعارضة، فعلا المعاقين يستجيبون ويذهبون لاجتياز المبارة حيث يصطدمون بعراقيل نذكر من بينها عدم اهتمام جل القطاعات بأوضاع المعاق وغياب مسطرة تأخذ بعين الاعتبار وضعيتهم وأحيانا يتعرضون للعنف النفسي والجسدي من طرف لجان الامتحانات الذين يعتبرون من النخب إن سمح القول ذلك,

فبعد ما تعرضت له السيدة السعدية فقيري وهي كفيفة من طرف وزارة التربية الوطنية من المنع التعسفي وحيلة السيد محمد الوفا أنداك لإقصاء المعاقين خاصة المكفوفين منهم بمطالبتهم ببعض الإجراءات التعجيزية قبل المبارة بوقت قصير، جاء دور إقصاء السيدة نعيمة الشريفي أثناء ولوجها لاجتياز مباراة المتصرفين من الدرجة الثانية في وزارة الاقتصاد والمالية، هي الأخرى تعرضت للمنع وذهب الأمر بلجنة الامتحان المعينة من طرف محمد بوسعيد لاستعمال العنف ضدها,,,

وفي رأيي انتقلت العدوى لأنصار مزوار الذي كان ولعهد قريب يعطي اهتمام للمعاقين، في حين أن رفاق نبيل بن عبد الله لم يحركوا ساكنا مع العلم أنهم وبشهادات الجميع كان لهم الفضل في بعض التطورات لملف الإعاقة من هنا نتساءل هل انطبقت على هذه الأحزاب مقولة من عاشر قوما أربعين يوما أصبح منهم؟,

بالإضافة إلى ما سبق فإن هناك قطاع الصحة والتعليم والإدماج,,, لذوي الإعاقة لم يرقى بعد إلى المستوى المطلوب، وهناك معاقين لا يزالون يواجهون شتى وسائل القمع والعنف حتى مع أسرهم في غياب دور الدولة والمجتمع المدني في إذكاء الوعي,

فكوننا مهتمين بهذا المجال حقوقيا وأكاديميا صادفنا مجموعة من الصور، فحينما تجد معاق في قرية ما دون معين يصطدم بعراقيل الولوجيات وقساوة العيش كما أن الأمر لا يختلف كثيرا في المدن بالنسبة لحاملي الإعاقة وما خفية أعظم

وفي غياب تشخيص دقيق لأوضاع المعاقين ومقاربة تشاركية ورؤية استراتيجية تعتمد حكامة رشيدة من الفاعلين في مجال الإعاقة، يبقى القول وفي اعتقادنا يجب على الفئة قراءة اللطيف في المساجد طيلة الفترة المتبقية لحكومة بنكيران.

منبر

عبد الواحد أولاد ملود
باحت في سلك الدكتوراه ش القانون العام والعلوم السياسية
كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال