الإعتراف كيشـكــّـل نوع من التعاقد المجتمعي بين جميع أفراد المجتمع، أو هو أساس دولة الحق أو القانون، حيث اللي ما عتارفش بلاخور ما كيعرفش يتعامل مع القانون أو مع الحرية، فاين كتبدا أو فاين كـتـنـتهي، عن طريق الإعتراف بالآخر كيمكن لينا نطـوّروا الوعي أو الذاكرة الجماعية، كـيـتـوجـّـب على جميع الأنظمة تقوم على الإعتراف بالمواطن أو المواطنة، ماشي على مؤسسات حكومية اللي كـتـهــين، تحقر المواطن، إيــلا ّ أو أتـــّـاخذنا من هاد السلوكات ألاإنسانية نموذج فى معاملاتنا اليومية. من الناحية النفسانية كاين اللي كـيـربط الإعتراف ب "المهارات العاطفية"، بحال "كــْــلـود شــتـــايــْـنــَــر"، بالنسبة ليه كـيـعيشوا كثير ديال الناس من الصـّـغور خصاص من الإعتراف أو الحنان، لذلك من المحتمل تكون ألـْــهاد الخصاص نتائج وخيمة من بعد أو اللي يمكن ليها أتـــّــسبـّـب فى أمراض نفسانية، أو الإعتراف حتى فى داخل العائلة الوحيدة كيكون ولو بدون وعي ناقص، هاكدا كـيرجع الإعتراف سلعة نادرة، غالية، أو عن طريق الجفلة، البخل فى الإعتراف كيمكن ألـــّـوالدين إتـــّـحـكــّـموا فى أولادهم بسهولة، حسب بعض البحاث فى علم النفس باقيين الكبار كـيـتـصــرّفوا بلا ما إشـعروا بنفس الطريقة كيف تعاملوا معاهم واليديهم، لذلك ما كيعتارفوش بسهولة بلاخور ولا هوما كـيـتــّـعـتارف بيهم. فى ما يخص الجانب السياسي أو القانوني، الإعتراف مرتابط بقبول الدولة الأجنبية أو المساواة بين الناس، لا فوق لاتحت، لا بين بين ولا مفاضلة بين هادا أوْ لاخور، عدم الإعتراف كيشكــّـل ديما حالة "شرود أخلاقية"، حالة من حالات القمع، الإهانة أو التحقير.
الإعتراف المجتمعي ضروري، عن طريقو كنكسبوا ثقتنا، إحساسنا بحب الحياة أو مستاعدّين نقوموا بأعمال جادّة اللي غادي تنال من بعد تنويه، إعجاب الآخر، كاين اللي كيهضر النهار أو ما طال، بحال رئيس الحكومة، كاين اللي كـيكذب، كـْـليت ما كـْـليت "الشـّـوكـولاطـَهْ"، إبـدّل لونو بحال الحرباء، أو وحدين أوخرين كيتـهـجـّـموا، بحال اللي كيـدافعوا على العربية، ولو هي ما محتاجة ألـْـحـدّ، هادوا كـولــّـهم كيبغيوْا ينتازعوا الإعتراف صحـّـة اللي كـيضــنـــّـوا من حـقـــّـهم، القاسم المشترك ديال هاد القوم كولــّـو هو أنهم باغيين الناس إشوفوهم، يـتـجاوبوا معاهم، إأكــّـدوا ليهم وجودهم، أو فى العمق هاد الشي طبيعي، لأن الإعتراف بالآخر كيدخل خانة حتياجات الإنسان الأساسية.
الـتـــّـنويه عندنا فى المغـرب هو إيــلا شي حـدّ شـدّ فـومــّـو أو ما عـيـّـبش ليك فى شهوتك، ذوقك، أقوالك، الإعتراف بالآخر ضروري، إيـلا ّ أو ما بـقـيناش كـنــشوفوا بـعضــياتنا، لأن عدم الإعتراف كـيـردّنا كسلاء، هاملين نفوسنا، ساخطين على الوضع، بلا إرادة ولا قوة أو فى بعض المرات كـنـعانيوْا من أمراض نفسية مزمنة، لأن "لا محالة" من الإرهاق العاطفي، غيـر كيـتـبــيـّـن لينا أن كمية الجهد المبذول اللي كنقوموا بيه قليل بكثير من الإعتراف اللي كـنـكسبوا.
الجهة فى المخ اللي كـتـحماق على الإعتراف هي اللي مـتــأهــلة تـقـبل كل نوع من التخـدير أو السلوان، أو هاد خلايا الأعصاب اللي متواجدين فى النص ديال المخ هوما اللي مسؤولين على مادة "الــدّوبــاميـن"، المادة المسؤولة على الشعور بالسعادة، القوة اللي ضروريين باش يمكن لينا نواجهوا الحياة أو نحققوا الأهداف اللي برمجنا ألـْحياتنا، أو الإعتراف هو الحافز الأساسي لـجميع الأنشطة اللي كنقوموا بيها، بلا عتراف، الموت المحقق، عايش مدفون، بالغــبن، مغـلــّـف، معـجـون.
غير إيلا تبسـّم لينا شي حدّ، مـدحنا، قام بتنويه العمل اللي نـجــزنـاه إيلا ّ أو أدّفــقات جميع مخدرات الذات اللي كـثــّـير الإبتهاج بالحياة أو الراحة، المخ ديالنا معـشوق فى الإعتراف، أو كل حاجة عملها إيـلا ّ أو بغاها تخدم الألفة، حسن المعاملة، التوافق أو التعايش المتحضـّـر.
لذلك تهميش، إقصاء أو عدم الإعتراف كيشكــّـل دومًا تهديد كيان الآخر، لأن جميع الناس اللي قصيناهم ضد رغبتهم كـنقتلوا فيهم كل نوع من المبادرة الشخصية أو الشعور بالمواطنة، غير إمـّـا كيـعـطيوْها للنعاس ولا ّ كيكـنــّوا كراهية، حقد كبير ألــّـمجتمع اللي ترعرعوا فيه، أو جميع المتطرفين الإسلاميين كيعيشوا بين هاد الجوج ديال الأقطاب: الحقد على المجتمع أو التهافت على الإعتراف.
إيلا خفق المجتمع المغربي فى دمج الشباب، الناس اللي كيحسّوا بالتهميش، الإقصاء غادي ديما إكونوا متـعـرّضين ألـْـغسل الدماغ أو البحث على بديل أسوء، أو جميع تجار الدين أو الملـّـة كـيقـتـاتوا من بؤس الناس أو الشباب الضائع، المهمش، أو المسؤولية كترجع فى أول الأمر للتـعلـيم الفاشل، بلغة نخبوية بعيدة على هموم الناس. الإعتراف ضروري، لأن جميع النزاعات، كانت مجتمعية ولا ّ سياسية، ماشي غير حتراب من أجل المال، ولاكن حتراب من أجل الإعتراف بوجود الذات، كل أمــّـا ترســّـخات ثقافة الإعتراف بالآخر إيـلا ّ أو عرف المجتمع المغربي "طفرة نوعـية"، عـدم الإعتراف أو التجاوب البناء مع الآخر ديما مقرون بالتخلف، النكوص أو عدم الثقة فى النفس، اللي ما كـيـردّش عليك، ما كـيـتـجاوبش معاك، عندو بالفعل مشكل، ماشي معاك، مع راسو بعدا، مع ذاتو، اللي ما راضيش عليها، النهار اللي نـتـقـبــّـلوا نفوسنا، ذاتنا، تعدد لغاتنا، حضاراتنا، ميولاتنا، ختلافنا، نستعملوا عقلنا، نتبـنـــّـاوْا ثقافة "الأنانية المتبصــّرة"، داك الشي اللي بغيت ألــْـغـيـري، نـبـغيه ألــْـنفسي، أكـيد نزيدوا ألــّـقـدّام.