القائمة

أخبار

رغم سحب العفو عن دانيال، مئات المتظاهرين يخرجون بالدار البيضاء للمطالبة بتقديم اعتذار للشعب

نظمت يوم أمس وقفة احتجاجية بساحة محمد الخامس بالدار البيضاء، للاحتجاج على قرار العفو عن الإسباني دانيال كالفان الذي اغتصب 11 طفلا بمدينة القنيطرة. فرغم سحب قرار العفو ومتابعة الجاني في حالة اعتقال بإسبانيا، طالب المحتجون بمحاكمة المتورطين في الفضيحة وتقديم اعتذار للشعب المغربي.

نشر
جانب من وقفة الدار البيضاء
جانب من وقفة الدار البيضاء
جانب من وقفة الدار البيضاء
جانب من وقفة الدار البيضاء
جانب من وقفة الدار البيضاء

حج مئات الأشخاص للوقفة التي دعا إليها كل من الحزب الإشتراكي الموحد، وحزب النهج الديمقراطي، وحزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي، وحزب المؤتمر الوطني الإتحادي، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وحركة 20 فبراير، والنقابة الوطنية للتعليم العالي، وشبيبات تجمع اليسار، وفصيل طلبة اليسار التقدمي، ورفعوا شعارات نددت بقرار العفو، وطالبت باستقلال السلطة القضائية، وبمراجعة قانون العفو فيما قام البعض بإشعال الشموع تعبيرا منهم عن تضامنهم مع الأطفال الضحايا، كما حمل البعض لافتات تطالب بإقالة فؤاد عالي الهمة بعد أن قالوا إنه ضالع في الفضيحة.

ولم تخل الوقفة من مناوشات بين المحتجين بعدما قام البعض برفع شعارات راديكالية مناوئة للمؤسسة الملكية، فيما لم يسجل أي احتكاك مع قوات لأمن التي بقيت بعيدة عن مكان الاحتجاج تراقب الوضع دون أن تتدخل.

وشهدت الوقفة مشاركة عدد من الشخصيات السياسية والفنية حاول موقع يابلادي أن يستقي آراء بعضهم، وفي هذا الإطار قالت نبيلة منيب الأمينة العامة لحزب اليسار الاشتراكي الموحد "إن المغاربة اعتبروا قرار العفو مسا بكرامتهم، وبحاضرهم ومستقبلهم، لأن الطفولة هي المستقبل... ونحن سعداء اليوم لأننا واثقين بأن الضغط الشعبي يمكن أن يعطي نتيجة، ففي الوقت الذي صمتت فيه وسائل الإعلام الرسمية، وعدد كبير من السياسيين الذين فضلواعدم الدفاع عن الأطفال ضحايا الاغتصاب، انتصر الشارع المتحضر الديمقراطي للضحايا وعائلاتهم ولكل المغاربة، حيث أدى هذا الضغط إلى سحب قرار العفو الذي جاء في غير محله" وأضافت "نحن نريد تحديد المسؤوليات، ونطمح أيضا إلى بناء دولة الحق والقانون التي تصان فيها الحريات والحقوق بالنسبة لجميع المواطنين والمواطنات... مطلبنا هو أن تستمر هذه المعركة النضالية لبناء الديمقراطية...نريد الحسم مع سياسة الإفلات من العقاب في بلادنا، والانتقال إلى دولة الحق والقانون...نحن لا نريد أن نبقى بحكومة إسمية وحكومة فعلية في الخفاء هي التي تفعل...أقول إن النضال من أجل كرامة أبنائنا هو جزء من معركة تحرر الإنسان المغربي...".

 وانتقدت نبيلة منيب صمت الوزيرة الوحيدة في الحكومة مضيفة أننا في المغرب نعيش "البؤس السياسي، نحن نريد سياسيين مسؤولين وعندهم قناعات، ولم نعد نقبل الانتهازيين الذين يعملون من أجل مصالحهم الخاصة".

أما الحقوقي عبد الحميد أمين فقال لموقع يابلادي "إن مطالب الوقفة ترتبط أساسا بقرار العفو الملكي المشؤوم، الذي صدر في 30 يوليوز الماضي، وفيما يخص هذا القرار يضيف أمين حققنا بعض المطالب الأولية والجزئية، ولكن المعركة مازالت مستمرة لأننا لم نتوصل إلى الحقيقة حول ما جرى، نريد أن نعرف من هم المسؤولون الحقيقيون، نريد أن نعرف الاختلالات التي وقعت داخل المؤسسة الملكية." وأضاف أنه "عندما نصل إلى الحقيقة يجب مساءلة المتورطين في الفضيحة ومتابعتهم، ونطالب أيضا بجبر الضرر والقيام بإجراءات تضمن عدم تكرار ما وقع، لذلك نطالب بالمراجعة التامة لقانون العفو، وتغير لجنة العفو..." وختم كلامه قائلا "أننا نعيش نظاما استبداديا ومعركتنا معركة مستمرة منذ 20 فبراير 2011 ضد الاستبداد والفساد، لإقرار نظام ديمقراطي..."

من جانبه قال الكون أمين عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي إن مشاركة حزبه في الوقفة "جاءت للتنديد بقرار العفو عن دانيال، وأكثر من ذلك نسائل اليوم النظام لأننا نعتبر أن قضية العفو وقضايا أخرى يجب أن تناقش خاصة فيما يتعلق بالملكية البرلمانية وهذا هو عمق الإشكال في المغرب، والآن يتضح من خلال كل العمليات التي قام بها النظام سواء البلاغات أو تقديم بعض أكباش الفداء أنها مجرد "رتوشات" لا تصب في العمق، ومطلبنا الأساسي هو ملكية برلمانية حقيقية فيها الفصل بين السلطات".

بدوره قال الفلاحي محمد كاتب الاتحاد المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل لجهة لدار البيضاء، "إن الوقفة هي وقفة استنكارية ضد العفو عن مغتصب الأطفال، وتضامنا مع المحتجين الذين تم قمعهم بالرباط" مضيفا أن "قرار سحب العفو خطوة مهمة، لكننا نطالب بمجتمع ديمقراطي يلعب فيه المجتمع المدني دورا كبيرا لأنه هو الذي يحمي الشعب".

الفنان الساخر أحمد السنوسي المعروف باسم بزيز بدوره قال لموقع يابلادي "هذه وقفة شعب ضد الاغتصاب الذي اعتبره اغتصابا للمستقبل، هو اغتصاب تخطى كل الخطوط الحمراء... في بلادنا منذ 60 سنة وحقوق الطفولة مغتصبة رغم أن المغرب وقع على مجموعة من الاتفاقيات التي تهم حقوق الانسان  وحقوق الطفل لكن كلهذا بقي حبر على ورق وما حدث مؤخرا بين ذلك".

وأضاف "دانيال ضل حرا لسنوات في القنيطرة يغتصب الأطفال طبعا لأن السلطة مشغولة بقمع الوقفات المطالبة بالحرية، ونعلم كما تعلم السلطات أن المغرب أصبح وجهة للمرضىى الذين يغتصبون الأطفال. وقفتنا اليوم تأتي للرد عن لا مبالاة الدولة بمستقبلنا ومستقبل أبنائنا...جميعا لنجعل من 2 غشت ذكرى وطنية كل سنة يقف فيها الشعب المغربي من أجل حماية كرامة أطفالنا والدفاع عن حقوقهم".

وشهدت الوقفة الاحتجاجية حضور الكاتب الوطني السابق لحزب النهج الديقراطي عبد لحريف الذي قال للموقع "نطالب بالحقيقة حول ما وقع ونطالب باعتذار الملك، جئنا اليوم للتعبير عن تضامننا مع الأطفال الضحايا وعائلاتهم، ما حدث خطأ كبير ورد الاعتبار لا يمكن أن يتم إلا عن طريق الاعتذار، أنا أعتقد أن الملك هو المسؤول ولن يتم إصلاح ما وقع إلا باعتذاره".