«نوض تقرا…جيب كتابك وآجي تقرا ! نهار الأربعاء 24 يوليوز، فجردة العمالة بورزازات مع الربعة د العشية»، استجابة لهذا النداء الذي نشر على صفحات الشبكات الإجتماعية للإنخراط في حملة وطنية شبابية لتحفيز القراءة وخلق نوع من المصالحة بين المواطن والكتاب، وذلك بتنظيم قراءات جماعية في الساحات العمومية، توجه نحو 60 شاب وشابة مساء اليوم 24 يوليوز إلى ساحة حديقة العمالة بورزازت وكل واحد منهم يحمل كتابا، ليفاجئوا بمجموعة من رجال السلطة والقوات العمومية في انتظارهم وعلى رأسهم باشا الإقليم الذي أخبرهم أن النشاط المزمع تنظيمه هنا ممنوع لأنه غير مرخص، وأطلق عبارة شكلت موضوع تنكيت في الصفحات الفيسبوكية حين قال: «ممنوع القراءة جماعة في الساحة».
وقد علق أحدهم على الحدث بقوله «أصبحنا نحتاج رخص للذهاب إلى الحدائق…السلطات منعتنا لأن نشاطا اخر مرخص له ينظم بالساحة، فهؤلاء الذين يلعبون «الداما» و»الكارطا» بالساحة الواضح أنهم حصلوا على ترخيص من السيد الباشا».
وبالرغم من المحاولات «المستفزة» من طرف باشا الاقليم ومجموعة من رجال الأمن لمنع هذا النشاط الثقافي إلا أن الشباب أبدو إصرارا وتحديا في وجه جميع أنواع تلك المضايقات والمناوشات التي حاولوا من خلالها «ترهيب» المشاركين بشتى الطرق منها التهديد ومصادرة لافتة كتب بها شعار التظاهرة كما صرح لنا أحد المشاركين.
في تصريح لموقع دادس أنفو قالت مروة خويا إحدى الطالبات المشاركات في حملة نوض تقرا بورزازات: «نوض تقرا» هو درس نلمسه كما هو واضح والذي يظهر أن الدينامية أقوى من الذات، وأنه حتى مع المشاكل التي قد تصيب الذات فحصيلة الدينامية التي يتم إطلاقها أكبر بكثير وأهم بكثير. أهدافها التصالح مع الكتاب ونشر ثقافة المطالعة على نطاق واسع بين أبناء الشعب ومن أجل أن يعرف الآخرون أن هناك شيئاً إسمهُ المُطالعة الحرة وتكون أيضاً عادةً وسلوكاً يومياً» لتضيف «الرسالة التي أود أن أوصلها كناشطة في اتحاد الطلبة من أجل تغيير النظام التعليمي أن التغيير يبدأ من الشخص المطالب به، ليكون طلبه موضوعيا وفي محله لنكن مؤهلين لتعليم شعبي ديمقراطي حداثي ومستقل»
وقد كتب يونس دراز على جداره في الفايسبوك قائلا «الباشا المخزني بورزازات : لا تقرأ … لا تقرأ بسم ربك الذي خلق … من قرأ فبلاد المخزن كمن سرق !!!» واخر قال «لقد نسخ الباشا اية قرآنية دون علمنا».
فهل يتوافق مثل هذا التضييق مع ما تصرح إبه الدولة في خطابها الرسمي باعتبارها تشجيع القراءة وتحارب الأمية وتشجع المبادرات الشبابية ؟
ينشر بالاتفاق مع موقع دادس أنفو