فقد نقلت يومية "النهار الجديد" الجزائرية عن مصدر في وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية قوله "إنه من دون الدخول في هذا الجدل، فإن الواقع يثبت أن الطلب الفلسطيني لإعادة تنشيط هذه اللجنة شرعي و''براغماتي'' و هو طلب استباقي يفرض نفسه لما تمليه الحالة الخطيرة في القدس الشرقية''، و أضاف قائلا ''نظرا للتدابير الجذرية التي اتخذتها دولة الكيان الصهيوني لمحو الطابع العربي الإسلامي للمدينة، فإن الوضع يتطلب تنشيط هذه اللجنة.. ونحن نعتقد على الرغم من أننا لم نكن عضوا، أن مثل هاته الطلبات يجب أن تُسمع وتطبق لأنها لجنة مكوّنة من البلدان العربية والإسلامية.
و أضاف الديبلوماسي الجزائري قائلا إنه "وفي خلال كل هذه السنوات، كانت الجزائر تدعو الدول العربية والإسلامية إلى تبنّي استراتيجة واضحة وخطة عمل قوية وجادة لمواجهة المشروع الإسرائيلي، الذي يهدف إلى تهويد القدس وعزلها عن محيطها الفلسطيني، وحماية وصون هذه المدينة المقدسة ضد الممارسات الإسرائيلية التي تنتهك القانون الدولي، واصفا القضية الحالية بالنكبة الثانية''، مضيفا أنه حان الوقت لرفع الظلم على الشعب الفلسطيني، مؤكدا على مسؤولية المجمتع الدولي في حمايتهم.
و أكدت الجريدة الجزائرية في مقالها أن السلطات المغربية ضربت المقترح الذي تقدم به السفير الفلسطيني بالرباط بعقد اجتماع طارئ للجنة لقدس عرض الحائط، من دون أن تبدي أي حراك فوري وعاجل لإنقاذ القدس والمسجد الأقصى الذي يشهد حالة من الغليان الشديد، على خلفية الاقتحامات المتكررة للمستوطنين الصهاينة وقيامهم بانتهاكه.
مضيفة أنه على الرغم من كل ما يتعرض له المسجد الأقصى من خطر شديد نتيجة اقتحامه المتكرر من طرف المستوطنين الصهاينة بحماية الشرطة الإسرائيلية، إلى جانب الحفريات التي يستمر الصهاينة في التقدم في أشغالها، إلا أن المغرب الذي يترأس لجنة القدس، فضّل التفرج والتزام الصمت، بل وعرقلة أي اجتماع للجنة التي لم تنعقد منذ أكثر من 12 سنة.
جدير بالذكر أنه سبق لوزارة الخارجية و التعاون المغربية أن ردت على عصام العريان المسؤول في حزب الحرية و العدالة المصري التابع لجماعة الاخوان المسلمين، وقالت في بيان لها إنها تلقت "باستغراب كبير تصريحات منسوبة لشخصيات مصرية انتقصت من دور لجنة القدس وحاولت التبخيس منه".
و أضاف البيان أن تصريحات المسؤول المصري تعد "إنكارا غير مسؤول لما تقوم به لجنة القدس وذراعها وكالة بيت مال القدس الشريف،التي يشرف جلالة الملك محمد السادس شخصيا على عملها٬ من خلال مبادرات ومشاريع حيوية لحماية المدينة المقدسة والحفاظ على موروثها الديني والحضاري ودعم صمود أهلها أمام كل محاولات التهويد".
و أكدت الوزارة أنه على المستوى السياسي، قامت لجنة القدس، برئاسة الملك محمد السادس، بالمتابعة "المستمرة لتطورات الوضع بالمدينة المقدسة وتوالي المبادرات السياسية لمواجهة الانتهاكات الاسرائيلية ضدها. ومن ذلك المراسلات والاتصالات المتتالية لرؤساء الدول دائمي العضوية في مجلس الأمن والمنظمات الدولية ذات الصلة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاته، وهي الجهود التي أشادت بها بانتظام مختلف مؤتمرات القمة العربية والإسلامية".
و أضاف البيان ذاته أنه "على المستوى الميداني، تقوم وكالة بيت مال القدس الشريف بعمل ميداني متواصل، وبمشاريع حيوية لحماية القدس والحفاظ على موروثها الديني والحضاري ودعم صمود المقدسيين أمام محاولات التهويد. وتشمل تلك المشاريع مجالات التنمية الاجتماعية والتعليم والشباب والرياضة والثقافة والإسكان والصحة و ترميم المآثر التاريخية وغيرها مع الإشارة إلى أن المملكة المغربية تسهم ب80بالمائة من ميزانية الوكالة. وكنا نتمنى أن تنضاف الجهود المصرية للإسهام في هذا العمل الميداني للوكالة لصالح القدس و المقدسيين".