قام هشام بنهود، المصور الفوتوغرافي المغربي المولود في مراكش عام 1968، والذي يُعرف بأعماله الفوتوغرافية السريالية والسياسية التي تنتقد المجتمع المغربي مؤخرا بنشر مشروعه "الفصل الدراسي" في كتاب جديد من قبل دار النشر المستقلة Loose Joints، التي تتخذ من لندن مقرا لها، والمتخصصة في كتب الفن والتصوير الفوتوغرافي المعاصر.
ويضم هذا الكتاب مجموعة من الصور بالأبيض والأسود لأطفال داخل الفصول الدراسية، حيث يجلسون على طاولات مكدسة، أو يرتدون أزياء صنعوها بأنفسهم بأطراف مخفية داخل أنابيب كرتونية، بينما تمتلئ الفصول الدراسية بالمواد الفنية. تعكس هذه الصور الاحتفاء بمرح الطفولة، لكنها في الوقت ذاته توجه نقدًا لنظام التعليم المقيد في تلك الفترة، مسلطة الضوء على أوجه القصور فيه.
The Classroom, Hicham Benohoudالفصل الدراسي، هشام بنهود
استلهم بنهود أعماله من تجربته كمدرس للفنون التشكيلية في إحدى المدارس الثانوية بالمغرب. كان طلابه، القادمون غالبا من خلفيات اجتماعية واقتصادية متواضعة، محاصرين في قيود واقعهم، وهو ما سعى إلى تسليط الضوء عليه في أعماله الفوتوغرافية. خلال فترة تدريسه، أنشأ استوديو مؤقتا داخل الفصل، حيث التقط صورا لطلابه، موضحا من خلالها إخفاق النظام التعليمي في منح الشباب حرية حقيقية.
The Classroom, Hicham Benohoudالفصل الدراسي، هشام بنهود
لم يقتصر نقد بنهود على مشروع الفصل الدراسي، بل استمر في أعمال أخرى مثل "الثقب"، التي تتناول مفهوم الأسر المجتمعي. في هذه السلسلة، التقط صورا لأشخاص في المدينة القديمة بمراكش يظهرون في مشاهد سريالية، مثل أشخاص يتدلون رأسا على عقب من ثقوب في السقف. تعكس هذه الصور معاناة الأفراد العالقين في ظروفهم المعيشية، وتشكل مجازا قويا للقضايا المجتمعية الأوسع، بما في ذلك التفاوتات الطبقية واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
على مدار مسيرته الفنية، شدد بنهود على أهمية حرية التعبير في أي مجتمع يسعى للتقدم. وفي حديثه لمجلة British Journal of Photography، قال: "لكي يتقدم المجتمع، من الضروري أن يسمح لمواطنيه بحرية التعبير دون أي أحكام قيمية".